أخبار هدبة بن خشرم ونسبه
  - مطَّرد: متتابع السير، وعراهم: شديد، وفعم: ضخم، والرسيم: سير فوق العنق، والرّواسم: الإبل التي تسير هذا السير الذي ذكرناه -.
  /
  كأنّ في المثناة منه عائما ... إنّك واللَّه لأن تباغما(١)
  - المثناة: الزمام، وعائم: سائح، تباغم: تكلَّم -.
  خودا كأنّ البوص والمآكما ... منها نقا مخالط صرائما(٢)
  - البوص: العجز، والمأكمتان: ما عن يمين العجز وشماله، والنقا: ما عظم من الرمل. والصرائم: دونه -.
  خير من استقبالك السّمائما ... ومن مناد يبتغي معاكما(٣)
  ويروى: ومن نداء، أي رجل(٤) تناديه تبتغي أن يعينك على عكمك حتى تشده.
  فغضب هدبة حين سمع زيادة يرتجز بأخته، فنزل فرجز بأخت زيادة، وكانت تدعى - فيما روى اليزيديّ - أمّ حازم، وقال الآخرون: أمّ القاسم، فقال هدبة:
  لقد أراني والغلام الحازما ... نزجي المطيّ ضمّرا سواهما(٥)
  متى تظنّ القلص الرّواسما ... والجلَّة النّاجية العياهما(٦)
  العياهم: الشّداد.
  /
  يبلغن أمّ حازم وحازما ... إذا هبطن مستحيرا قاتما(٧)
  ورجّع الحادي لها الهماهما ... ألا ترين الحزن مني دائما(٨)
  حذار دار منك لن تلائما ... واللَّه لا يشفي الفؤاد الهائما(٩)
  تمساحك اللَّبّات والمآكما ... ولا اللَّمام دون أن تلازما(١٠)
  ولا اللَّئام دون أن تفاقما ... ولا الفقام دون أن تفاغما(١٠)
(١) تباغم: من بغمت الغزالة إذا نادت ولدها بصوت لين.
(٢) البوص بفتح الباء وسكون الواو، أو بضم الباء.
(٣) السمائم: جمع سموم، الحر الشديد، وقوله: «خير» في صدر البيت خبر المصدر المؤول «أن تباغم» في البيت الأول، يقول: إن مناجاتك للحسناء الثقيلة الردفين خير من الشد والترحال في الهواجر، ومن مناد يستعينك على شد رحاله.
(٤) في ب «رجلا تنادينه» بدل «رجل تناديه»، وهو تحريف، فلا وجه لنصب «رجلا» كما أن الخطاب لمذكر.
(٥) لضمر السواهم: النياق الصلبة لا ترهل في أجسامها.
(٦) القلص: جمع قلوص: الفتية من الإبل، الرواسم: التي تمشي الرسيم، وهو نوع خفيف من السير، الجلة: جمع جليل وهي الناجية: السريعة، العياهم: جمع عيهم، وهي الناقة السريعة أيضا.
(٧) يبلغن ... إلخ مفعول تظن الثاني، ضمير هبطن للنياق، المستحير: الطريق في المفازة لا يعرف أين ينتهي.
(٨) في «المختار»:
«ورفع الهادي»
والهمهمة: الصوت تنوم المرأة به طفلها استعاره هنا لحداء الإبل، والخطاب في «ألا ترين» لأم خازم.
(٩) يريد بعدم ملاءمة الدار أن تصد عنه.
(١٠ - ١١) تمساحك فاعل يشفي، والمآكم: رؤوس الأفخاذ، وهي معطوفة على اللبات الواقعة مفعولا للمصدر، اللثام: اللثم، الفقام:
المباضعة، الفغام: التقبيل، يقول: ليس يشفي فؤادي أن أمسح باللبات والمآكم، أو أن تلمي دون أن تلازمي، وليس يشفيه التقبيل دون الجماع، ولا الجماع دون التقبيل، وأن تقع السيقان على السيقان.