كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار هدبة بن خشرم ونسبه

صفحة 168 - الجزء 21

  - مطَّرد: متتابع السير، وعراهم: شديد، وفعم: ضخم، والرسيم: سير فوق العنق، والرّواسم: الإبل التي تسير هذا السير الذي ذكرناه -.

  /

  كأنّ في المثناة منه عائما ... إنّك واللَّه لأن تباغما⁣(⁣١)

  - المثناة: الزمام، وعائم: سائح، تباغم: تكلَّم -.

  خودا كأنّ البوص والمآكما ... منها نقا مخالط صرائما⁣(⁣٢)

  - البوص: العجز، والمأكمتان: ما عن يمين العجز وشماله، والنقا: ما عظم من الرمل. والصرائم: دونه -.

  خير من استقبالك السّمائما ... ومن مناد يبتغي معاكما⁣(⁣٣)

  ويروى: ومن نداء، أي رجل⁣(⁣٤) تناديه تبتغي أن يعينك على عكمك حتى تشده.

  فغضب هدبة حين سمع زيادة يرتجز بأخته، فنزل فرجز بأخت زيادة، وكانت تدعى - فيما روى اليزيديّ - أمّ حازم، وقال الآخرون: أمّ القاسم، فقال هدبة:

  لقد أراني والغلام الحازما ... نزجي المطيّ ضمّرا سواهما⁣(⁣٥)

  متى تظنّ القلص الرّواسما ... والجلَّة النّاجية العياهما⁣(⁣٦)

  العياهم: الشّداد.

  /

  يبلغن أمّ حازم وحازما ... إذا هبطن مستحيرا قاتما⁣(⁣٧)

  ورجّع الحادي لها الهماهما ... ألا ترين الحزن مني دائما⁣(⁣٨)

  حذار دار منك لن تلائما ... واللَّه لا يشفي الفؤاد الهائما⁣(⁣٩)

  تمساحك اللَّبّات والمآكما ... ولا اللَّمام دون أن تلازما⁣(⁣١٠)

  ولا اللَّئام دون أن تفاقما ... ولا الفقام دون أن تفاغما⁣(⁣١٠)


(١) تباغم: من بغمت الغزالة إذا نادت ولدها بصوت لين.

(٢) البوص بفتح الباء وسكون الواو، أو بضم الباء.

(٣) السمائم: جمع سموم، الحر الشديد، وقوله: «خير» في صدر البيت خبر المصدر المؤول «أن تباغم» في البيت الأول، يقول: إن مناجاتك للحسناء الثقيلة الردفين خير من الشد والترحال في الهواجر، ومن مناد يستعينك على شد رحاله.

(٤) في ب «رجلا تنادينه» بدل «رجل تناديه»، وهو تحريف، فلا وجه لنصب «رجلا» كما أن الخطاب لمذكر.

(٥) لضمر السواهم: النياق الصلبة لا ترهل في أجسامها.

(٦) القلص: جمع قلوص: الفتية من الإبل، الرواسم: التي تمشي الرسيم، وهو نوع خفيف من السير، الجلة: جمع جليل وهي الناجية: السريعة، العياهم: جمع عيهم، وهي الناقة السريعة أيضا.

(٧) يبلغن ... إلخ مفعول تظن الثاني، ضمير هبطن للنياق، المستحير: الطريق في المفازة لا يعرف أين ينتهي.

(٨) في «المختار»:

«ورفع الهادي»

والهمهمة: الصوت تنوم المرأة به طفلها استعاره هنا لحداء الإبل، والخطاب في «ألا ترين» لأم خازم.

(٩) يريد بعدم ملاءمة الدار أن تصد عنه.

(١٠ - ١١) تمساحك فاعل يشفي، والمآكم: رؤوس الأفخاذ، وهي معطوفة على اللبات الواقعة مفعولا للمصدر، اللثام: اللثم، الفقام:

المباضعة، الفغام: التقبيل، يقول: ليس يشفي فؤادي أن أمسح باللبات والمآكم، أو أن تلمي دون أن تلازمي، وليس يشفيه التقبيل دون الجماع، ولا الجماع دون التقبيل، وأن تقع السيقان على السيقان.