كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار هدبة بن خشرم ونسبه

صفحة 179 - الجزء 21

  عائشة أم المؤمنين تدعو له بعد موته

  : حدثني أبو المغيرة محمد بن إسحاق قال: حدثني أبو مصعب الزّبيريّ قال: حدّثني المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه قال:

  بعث هدبة بن خشرم إلى عائشة زوج النبي يقول لها: استغفري لي، فقالت: إن قتلت استغفرت لك.

  صوت

  ألم تر أنّي يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ماليا؟

  فقلت لها: إنّ البكاء لراحة ... به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا

  قفي ودّعينا يا هنيد فإنّني ... أرى القوم قد شاموا العقيق اليمانيا⁣(⁣١)

  - ويروى: أرى الركب قد شاموا -.

  إذا اغرورقت عيناي أسبل منهما ... إلى أن تغيب الشّعريان بكائيا⁣(⁣٢)

  الشعر للفرزدق من قصيدة يهجو بها جريرا، وهي فيما قيل أول قصيدة هجاه بها، والغناء لابن سريج خفيف ثقيل عن الهشامي، قال الهشامي: وفيه لمالك ثقيل أول، وابتداء اللحنين جميعا.

  ألم تر أني يوم جوّ سويقة

  ولعلوية فيه لحن من الرمل المطلق ابتداؤه:

  قفي ودعينا يا هنيد فإنني:


(١) شام السحاب والبرق ونحوهما: نظر إليه ليتحقق أفيه مطر أم لا، والمراد هنا النجعة والرحيل.

(٢) الشعريان: نجمان معروفان، فلعله يريد أن يقول: إنه يبكي طول الليل، أو طول الصيف، لأن الشعريين كانا رمز الصيف عند العرب، واسم إحداهما العبور، واسم الأخرى الغميصاء.