كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الفرزدق وأخباره وذكر مناقضاته

صفحة 193 - الجزء 21

  وليس ابن مروان الخليفة مشبها ... لفحل بني العوّام، قبّح من فحل

  فإن تظهروا لي البخل آل خويلد ... فما دأبكم دأبي ولا شكلكم شكلي

  وإن تقهروني حين غابت عشيرتي ... فمن عجب الأيام أن تقهروا مثلي

  فلما اصطلحا، ورضيت به⁣(⁣١)، ساق إليها مهرها، ودخل بها، وأحبلها قبل أن يخرج من مكة.

  ثم خرجا وهما عديلان في محمل.

  يستصرخ حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير

  : وأخبرني أبو خليفة، عن محمد بن سّلام، عن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد بنحو من هذه القصة.

  / قال عمر بن شبّة: قال الفرزدق في خبره:

  يا حمز هل لك في ذي حاجة عرضت ... أنضاؤه بمكان غير ممطور⁣(⁣٢)

  فأنت أحرى قريش أن تكون لها ... وأنت بين أبي بكر ومنظور⁣(⁣٣)

  بين الحواريّ والصدّيق في شعب ... ثبتن في طنب الإسلام والخير⁣(⁣٤)

  يتقون لسانه

  : أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا محمد بن سلَّام قال: حدثنا عبد القاهر بن السّريّ السلمي، قال:

  كان فتى من بني حرام⁣(⁣٥) شويعر هجا الفرزدق، قال: فأخذناه، فأتينا به الفرزدق وقلنا: هذا بين يديك فإن شئت فاضرب، وان شئت فاحلق، فلا عدوى عليك ولا قصاص، قد برئنا إليك منه، فخلَّى سبيله وقال:

  فمن يك خائفا لأذاة شعري ... فقد أمن الهجاء بنو حرام

  هم قادوا سفيههم وخافوا ... قلائد مثل أطواق الحمام

  ليس طريقه إلى جهنم

  : قال ابن سلَّام: وحدثني عبد القاهر قال:

  مرّ الفرزدق بمجلسنا مجلس بني حرام ومعنا عنبسة مولى عثمان بن عفان، فقال: يا أبا فراس، متى تذهب إلى الآخرة؟ قال: وما حاجتك إلى ذاك يا أخي؟ قال: أكتب معك إلى أبي، قال: أنا لا أذهب إلى حيث أبوك، أبوك في النار، أكتب إليه مع ريالويه واصطقانوس.

  يغضب على ابن الكلبي لعدم روايته شعره

  : أخبرني الحسن بن يحيى، عن حماد، عن أبيه قال: أخبرني مخبر، عن خالد بن كلثوم الكلبيّ، قال:


(١) ضمير رضيت: يعود على النوار.

(٢) أنضاء: جمع نضو، وهو المهزول من الإبل، وذلك كناية عن الجدب والحاجة، وفي بعض النسخ: «أنضاره» بدل «أنضاؤه».

(٣) يعني منظور بن زبّان جده لأمه.

(٤) الخير - بكسر الخاء -: الكرم والشرف، وفي «المختار»:

«نبتن في طيب الإسلام»

(٥) في هد: «حزام» بدل «حرام».