كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الفرزدق وأخباره وذكر مناقضاته

صفحة 200 - الجزء 21

  ثم كبر.

  من أبياته السيارة

  : قال ابن سلَّام: وكان الفرزدق أكثرهم بيتا مقلَّدا - والمقلَّد: المغني⁣(⁣١) المشهور الذي يضرب به المثل - من ذلك قوله:

  فيا عجبا حتى كليب تسبني ... كأنّ أباها نهشل أو مجاشع⁣(⁣٢)


(٣) وقوله:

ليس الكرام بناحليك أباهم ... حتى يردّ إلى عطية نهشل (٣)

/ وقوله:

وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه ... ضربناه حتى تستقيم الأخادع (٤)

وقوله:

وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدّم (٥)

وقوله:

ترجّي ربيع أن تجيء صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعا كبارها

وقوله:

أكلت دوابرها الإكام فمشيها ... مما وجئن كمشية الإعياء (٦)

وقوله:

قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم

وقوله:

أحلامنا تزن الجبال رزانة ... وتخالنا جنا إذا ما نجهل (٧)

وقوله (٨)

وإنك إذ تسعى لتدرك دارما ... لأنت المعنّى يا جرير المكلَّف (٨)

وقوله:

فإن تنج مني تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإنّي لا إخالك ناجيا

وقوله:

ترى كل مظلوم ألينا فراره ... ويهرب منا جهده كلّ ظالم

وقوله:

ترى الناس ما سرنا يسيرون حولنا ... وإن نحن أومأنا إلى النّاس وقّفوا

وقوله:

فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد (٩)

كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... ويقطعن أحيانا مناط القلائد

(١) في هد، هج؛ والمقلد: «البيت المستغني» بدل «المغني».

(٢) كليب: قبيلة جرير، نهشل ومجاشع: من أجداد الفرزدق.

(٣ - ٣) تكملة من هد، هج. وعطية: أبو جرير، يقول: لن تعد من الكرام إلا إذا ثبت أن جدي نهشلا من صلب عطية أبيك، وفي بعض النسخ «تعتل» بمعنى تجر جرا عنيفا بدل «نهشل» وهو تحريف.

(٤) صعر خده: أماله تكبرا، الأخادع: جمع أخدع: وهو أحد عرقين في جانب العنق.

(٥) أحال على الدم: أقبل عليه، ويضرب هذا البيت مثلا لمن إن نزلت بصاحبه مصيبة استغلها لمصلحته بدل أن يفرجها عنه.

(٦) دوابر: جمع دابرة، وهي العرقوب، والآكام: جمع أكمة، وجئن، من الوجا، وهو رقة الحافر أو الخف من كثرة المشي، والبيت وصف للناقة يضمرها السير وفي هد، هج،

«كمشية الأطفال»

(٧) في هج «والمختار» بدل المصراع الثاني:

«ويزيد جاهلنا على الجهال»

والمثبت في «الديوان» ٧١٧ وما جاء في هج «والمختار» من قصيدة أخرى في «الديوان»: ٧٣٠.

(٨ - ٨) التكملة من هج، هد. ف.

(٩) يشير إلى مقتل زهير بن جذيمة حين أمسك به خالد غريمه فحاول ورقة بن زهير إنقاذ أبيه، فضرب خالدا، فنبا سيفه، وضرب أحد أنصار خالد زهيرا ففلق رأسه.