كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الفرزدق وأخباره وذكر مناقضاته

صفحة 259 - الجزء 21

  ويقول جرير:

  لا تحسبنّ مراس الحرب إذ لقحت ... شرب الكسيس وأكل الخبز بالصّير؟⁣(⁣١)

  سلح واللَّه أبو حزرة.

  ثلث اللغة من شعره

  : أخبرني هاشم الخزاعيّ، عن أبي حاتم السجستانيّ، عن أبي عبيدة، قال:

  سمعت يونس يقول: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب

  يقرض الشعر في خلافة عثمان وعلي

  : أخبرني هاشم الخزاعيّ، عن أبي غسان، عن أبي عبيدة قال: قال يونس أبو البيداء: قال الفرزدق:

  كنت أهاجي شعراء قومي، وأنا غلام في خلافة عثمان بن عفان، فكان قومي يخشون معرّة لساني منذ يومئذ، ووفد بي أبي إلى عليّ بن أبي طالب ~ عام الجمل، فقال له: إن ابني هذا يقول الشعر، فقال: علَّمه القرآن، فهو⁣(⁣٢) خير له.

  يسلخ خمسا وسبعين سنة من عمره في الهجاء

  : قال أبو عبيدة: ومات الفرزدق في سنة عشر ومائة، وقد / نيّف على التسعين سنة، كان منها خمسة⁣(⁣٣) وسبعين سنة يباري الشعراء، ويهجو الأشراف فيغضّهم، ما ثبت له أحد منهم قط، إلا جريرا.

  يرث الشعر عن خاله

  : أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ: قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدثني محمد بن معاوية الأسديّ، قال: حدثنا ابن الرازي، عن خالد بن كلثوم قال:

  قيل للفرزدق: مالك وللشعر؟ فو اللَّه ما كان أبوك غالب شاعرا، ولا كان صعصعة شاعرا، فمن أين لك هذا؟

  قال: من قبل خالي، قيل: أيّ أخوالك؟ قال: خالي العلاء بن قرظة⁣(⁣٤) الذي يقول:

  إذا ما الدهر جرّ على أناس ... بكلكلة أناخ بآخرينا⁣(⁣٥)

  فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا

  يؤنبه أخواله فيمن عليهم

  : أخبرني عمّي قال: حدثنا الكرانيّ. عن العمريّ، عن الهيثم بن عديّ، عن حمّاد الراوية، وأخبرني هاشم الخزاعي: قال: حدثنا دماذ، عن أبي عبيدة قال:


(١) الكسيس: شراب يتخذ من الشعير والذرة، الصير: السمكات المملوحة، وفي هد: «الكشيش» بالشين، وهو تصحيف، وفي ب:

«بالصبر» بالباء الموحدة بدل بالصير «بالياء المثناة» وهو تصحيف أيضا.

(٢) تقدم هذا الخبر في أول الترجمة.

(٣) اسم كان ضمير الفرزدق، وخمسة منصوب على الظرفية.

(٤) في هد، هج: «قرطة» بالطاء المهملة.

(٥) في هج: «كلاكلة» بدل «بكلكلة»، والكلاكل: عظام الصدر.