أخبار خالد بن عبد الله
  روي، ومن قال على رسول اللَّه ﷺ وآله ما لم يقل فقد تبوّأ مقعده من النار. كما وعده #.
  منافرة بين جده جريد وقضاعة
  وكان جرير بن عبد اللَّه نافر(١) قضاعة، فبلغ ذلك أسد بن عبد اللَّه، وكان بينه وبينه - أعني جريرا - تباعد، فأقبل في فوارس من قومه ناصرا لجرير ومعاونا له ومنجدا، فزعموا أن أسدا لما أقبل في أصحابه، فرآه جرير، ورأى أصحابه في السلاح ارتاع، وخافه، فقيل له: هذا أسد جاءك ناصرا لك، فقال جرير: ليت لي بكل بلد ابن عم عاقّا مثل أسد، فقال جعدة بن عبد اللَّه الخزاعي يذكر ذلك من فعل أسد:
  تدارك ركض المرء من آل عبقر ... جريرا وقد رانت عليه حلائبه(٢)
  فنفّس واسترخى به العقد بعد ما ... تغشّاه يوم لا توارى كواكبه(٣)
  / وقاك ابن كرز ذو الفعال بنفسه ... وما كنت وصّالا له إذ تحاربه
  إلى أسد يأوي الذليل ببيته ... ويلجأ إذ أعيت عليه مذاهبه
  فتى لا يزال الدهر يحمل معظما ... إذا المجتدى المسؤول ضنّت رواجبه(٤)
  جده يزيد يروي حديثا
  وأما يزيد بن أسد فقد ذكرت إسلامه وقدومه مع أبيه على النبي ﷺ، وقد روي عنه أيضا حديثا ذكره هشيم بن بشر الواسطيّ عن سنان بن أبي الحكم قال:
  سمعت خالد بن عبد اللَّه القسريّ، وهو على المنبر يقول:
  / حدثني أبي عن جدّي يزيد بن أسد، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: يا يزيد، أحبب للناس ما تحبّه لنفسك. وخرج يزيد بن أسد في أيام عمر بن الخطاب في بعوث المسلمين إلى الشام، فكان بها، وكان مطاعا في اليمن عظيم الشأن.
  جده يزيد يخف لنصرة عثمان وخطبة جده يزيد في صفين
  ولما كتب عثمان إلى معاوية حين حصر يستنجده بعث معاوية إليه بيزيد بن أسد في أربعة آلاف من أهل الشام، فوجد عثمان قد قتل. فانصرف إلى معاوية، ولم يحدث شيئا، ولما كان يوم صفّين قام في الناس فخطب
(١) نافره: خاصمه وفاخره.
(٢) الركض: العدو السريع، رانت عليه: غلبت عليه، والضمير يعود على المرء لا على جرير، والمراد أنه غلب عليه لبن الرضاع، فتدارك ذا رحمه، على ما بينهما من شقاق.
(٣) نفس: تنفس، والفاعل ضمير جرير، توارى: أصله تتوارى، وكنى بقوله: لا توارى كواكبه عن طول الليل، وكنى بطويل الليل عن الهم والأرق.
(٤) الرواجب: أصول الأصابع، معظما: عظيما من الأعطية والديّات ونحوها، ضنت رواجبه: بخلت يده: وفي الأصل المجدول بدل المسؤول، والمثبت من هد، هج.