أخبار خالد بن عبد الله
  مقاما لنا عند العشاء ومجلسا ... لنا لم يكدّره علينا معوّق
  وممشى فتاة بالكساء يكنّها ... به تحت عين برقها يتألَّق(١)
  يبلّ أعالي الثوب قطر وتحته ... شعاع بدا يعشي العيون ويشرق(٢)
  فأحسن شيء بدء أول ليلة ... وآخرها حزن إذا نتفرق
  / الغناء في هذه الأبيات لمعبد خفيف ثقيل أول بالسبابة والوسطى عن يحيى المكي؛ وذكر الهشامي أنه منحول.
  هو وابن أبي عتيق يستنجزان ابن أبي ربيعة وعده
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني أبو العباس المروزيّ، قال: حدثنا ابن عائشة قال:
  حضر ابن أبي عتيق عمر بن أبي ربيعة يوما وهو ينشد قوله:
  ومن كان محروبا لإهراق دمعة ... وهي غربها فليأتنا نبكه غدا(٣)
  نعنه على الإثكال إن كان ثاكلا ... وإن كان محزونا وإن كان مقصدا(٤)
  قال: فلما أصبح ابن أبي عتيق أخذ معه خالدا الخرّيت، وقال: قم بنا إلى عمر، فمضيا إليه، فقال له ابن أبي عتيق: قد جئنا لموعدك، وأي موعد بيننا؟ قال: قولك.
  فليأتنا نبكه غدا.
  قد جئناك لموعدك، واللَّه لا نبرح أو تبكي إن كنت صادقا في قولك، أو ننصرف على أنّك غير صادق، ثم مضى وتركه(٥).
  قال ابن عائشة: خالد الخريت هو خالد القسري.
  يجمع بين ابن أبي ربيعة ومعشوقاته
  أخبرنا علي بن صالح بن الهيثم: قال: حدثنا أبو هفّان عن إسحاق، وأخبرنا محمد بن مزيد، عن حماد، عن أبيه، عن الحزاميّ والمثّنى ومحمد بن سلام، قالوا:
  خرجت هند والرّباب إلى متنزّه لهما بالعقيق في نسوة فجلستا هناك تتحدثنا مليّا، ثم أقبل إليهما خالد القسريّ، وهو يومئذ غلام مؤنث، يصحب المغنّين والمخنّثين، ويترسّل بين عمر بن أبي ربيعة وبين النساء. فجلس إليهما. فذكرتا عمر بن أبي ربيعة، / وتشوقتاه، فقالتا لخالد: يا خرّيت - وكان يعرف بذلك - لك عندنا حكمك إن
(١) ممشى: معطوف على «مقاما ومجلسا» يكنها: يسترها، يريد أن الكساء يستر جسمها لا عينها الشبيهة بالبرق المتألق.
(٢) سكن ياء (أعالي) لضرورة الشعر، يعشي العيون: يجعلها لا تبصر، وفي هد:
«يغشي العيون»
(٣) الغرب: مسيل الدمع من العيون، وفي هد:
«ومن كان محزونا لإهراق دمعة»
نبكه - بفتح النون أو ضمها - بمعنى تبكي بدله أو نجعله يبكي، كلا الوجهين مقبول.
(٤) المقصد: من أقصد فلان فلانا. طعنه فلم يخطئ مقاتله.
(٥) كان السياق يقتضي «ثم مضيا وتركاه».