كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار خالد بن عبد الله

صفحة 285 - الجزء 22

  وتضرب أقواما صحاحا ظهورهم ... وتترك حقّ اللَّه في ظهر مالك⁣(⁣١)

  / وقال، ويقال: إنها للمفرج بن المرقع⁣(⁣٢).

  كأنك بالمبارك بعد شهر ... يخوض غماره نقع الكلاب⁣(⁣٣)

  كذبت خليفة الرحمن عنه ... وكيف يرى الكذوب جزا الكذاب⁣(⁣٤)

  فأخذ خالد الفرزدق، فحبسه، واعتل عليه بهجائه إياه في حفر المبارك، فقال الفرزدق في السجن:

  أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فعجّل هداك اللَّه نزعك خالدا⁣(⁣٥)

  بنى بيعة فيها الصّليب لأمّه ... وهدّم من بغض الإله المساجدا

  فبعث هشام إلى خالد بن سويد⁣(⁣٦) يأمره بإطلاق الفرزدق، فأطلقه، فقال الفرزدق يهجو خالدا القسريّ:

  ألا لعن الرحمن ظهر مطية ... أتتنا تخطَّى من بعيد بخالد⁣(⁣٧)

  وكيف يؤمّ المسلمين وأمّه ... تدين بأنّ اللَّه ليس بواحد؟

  ابن عيّاش يشتمه

  أخبرنا الحسن، قال: حدثنا أحمد بن الحارث، قال: حدثنا المدائني، قال:

  شتم عبد اللَّه بن عيّاش الهمذانيّ خالد بن عبد اللَّه في أيام منصور بن جمهور، فسمعه رجل من لخم، فقدّمه إلى منصور واستعداه عليه، فقال له منصور: ما تريد؟

  / فقال ابن عيّاش: أمرنا أيها الأمير برقية العقرب. وفيه⁣(⁣٨) عجب، لخميّ يستنصر كلبيّا على همذانيّ لبجليّ دعيّ.

  يدل على هشام

  وقال المدائني / في خبره: كان خالد بن عبد اللَّه قريبا من هشام بن عبد الملك مكينا عنده فأدلّ، وتمرّغ⁣(⁣٩) عليه، حتى إنه التفت يوما إلى ابنه يزيد بن خالد عند هشام، فقال له: كيف بك يا بنيّ إذا احتاج إليك بنو أمير


(١) تقدم هذان البيتان في «ترجمة الفرزدق».

(٢) في بعض النسخ: «المريع».

(٣) نقع الكلاب: جيف الكلاب المنقوعة في الماء، وفي هج، هد: «بقع الكلاب».

(٤) في هد، هج «وسوف» «بدل» «وكيف» جزا: مقصور جزاء، الكذاب: الكذب.

(٥) تقدم هذان البيتان أيضا في ترجمة الفرزدق.

(٦) ابن سويد مفعول «بعث» وفي «نسخة»: فبعث هشام إلى خالد رسولا.

(٧) تقدم البيتان أيضا في «ترجمة الفرزدق»، وفي هد، هج «من دمشق» بدل «من بعيد». وفي الكامل: «تهادي» بدل «تخطي».

(٨) في العبارة التواء، ونرجح أن قوله: «وفيه عجب» تحريف «والرقية عجب» ويقصد بالعقرب خالدا، وبالرقية الأسجاع التالية، اللخمي هو الواشي، والكلي هو منصور بن جمهور، والهمذاني هو المتكلم، أي الذي شتم خالدا، والبجلي الدعي هو خالد، والكلام مسوق مساق التهكم.

(٩) تمرغ عليه: تلبث عنده، وأطال الترداد عليه.