كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار صخر بن الجعد ونسبه

صفحة 295 - الجزء 22

  نزت كبدي لما أتاني نعيّها ... فقلت: أدان صدعها فمطيرها؟⁣(⁣١)

  أمير المؤمنين يسأل عن قائل شعره

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء، قال: حدثني الزبير، قال: حدثني خالد بن الوضاح قال:

  قال عبد الأعلى بن عبيد بن محمد بن صفوان الجمحيّ لعبد اللَّه بن مصعب: سألني أمير المؤمنين اليوم في موكبه: من الذي يقول:

  ألا يا كأس قد أفنيت شعري ... فلست بقائل إلا رجيعا؟⁣(⁣٢)

  ولم أدر لمن الشعر؟ فقال عبد اللَّه بن مصعب: هو لصخر الخضريّ، وأنشد باقي الأبيات، وهي:

  /

  ترجّى أن تلاقي آل كأس ... كما يرجو أخو السّنة الربيعا⁣(⁣٣)

  فلست بنائم إلا بحزن ... ولا مستيقظا إلا مروعا

  فإنّك لو نظرت إذا التقينا ... إلى كبدي رأيت بها صدوعا

  من شعره حينما ندم على عدم زواجها

  قال ابن حبيب في رواية عبد اللَّه بن مالك: لما زوّجت كأس جزع صخر بن الجعد لما فرط منه وندم وأسف، وقال في ذلك:

  هنيئا لكأس قطعها الحبل بعد ما ... عقدنا لكأس موثقا لا نخونها

  وإشماتها الأعداء لمّا تألَّبوا ... حواليّ واشتدّت عليّ ضغونها

  / فإن حراما أن أخونك ما دعا ... بيليل قمريّ الحمام وجونها⁣(⁣٤)

  وقد أيقنت نفسي لقد حيل دونها ... ودونك لو يأتي بيأس يقينها⁣(⁣٥)

  ولكن أبت لا تستفيق ولا ترى ... عزاء ولا مجلود صبر يعينها⁣(⁣٦)

  لو انّا إذ الدّنيا لنا مطمئّنة ... دحا ظلَّها ثم ارجحنّت غصونها⁣(⁣٧)


(١) في رواية «برت» بدل «نزت» وفي أخرى «أدام» بدل «أدان» وهي أجود، مطيرها: اسم فاعل من أطار، والنعي - بالتشديد - كالنعي - بالتخفيف.

(٢) في الأصل

«فلست بنائل بالا رجيعا»

وهو تحريف

«فلست بقائل الا رجيعا»

ويعني ذلك قوله أفنيت شعري.

(٣) السنة هنا: الجدب والمحل.

(٤) يليل - بياءين مثناتين - اسم موضع، الجون: جمع جوناء، وهي الناقة السوداء، والمعنى: لن أخونك ما ناح الحمام، أو أرزمت الإبل بهذا المكان، وفي النسخ اضطراب كثير في هذا البيت.

(٥) لو هنا للتمني لا شرطية: يتمنى لو أن يقينه بالحيلولة بينه وبينها أراح قلبه باليأس منها وسلوة حبها.

(٦) مجلود: من جلده على الأمر: أكرهه عليه، وإضافة «مجلود» إلى «صبر» من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي الصبر الذي أكره نفسي عليه.

(٧) دحا الظل: استرخى وامتد، ارجحنت: تمايلت.