كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في حروب الفجار وحروب عكاظ

صفحة 313 - الجزء 22

  سهل ابن عمرو، وعلى بني الحارث بن فهر عبد اللَّه بن الجرّاح أبو أبي عبيدة عامر / بن عبيد اللَّه بن الجراح، وعلى بني بكر بلعاء بن قيس، ومات في تلك الأيام، وكان جثّامة بن قيس أخوه مكانه، وعلى الأحابيش الحليس بن يزيد.

  قواد هوازن ومن معهم

  وكانت هوازن متساندين كذلك، وكان عطية بن عفيف النّصريّ على بني نصر بن معاوية، وقيل: بل كان عليهم أبو أسماء بن الضّريبة، وكان الخنيسق الجشمي على بني جشم وسعد ابني بكر، وكان وهب بن معتب على ثقيف، ومعه أخوه مسعود، وكان على بني عامر بن ربيعة وحلفائهم من بني جسر بن محارب سلمة ابن إسماعيل⁣(⁣١): أحد بني البكَّاء، ومعه خالد بن هوذة: أحد بني الحارث بن ربيعة، وعلى بني هلال بن عامر بن صعصعة ربيعة بن أبي ظبيان بن ربيعة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر.

  هوازن تسبق قريشا وترجح كفتها

  قال: فسبقت هوازن قريشا، فنزلت شمطة من عكاظ، وظنوا أن كنانة لم توافهم⁣(⁣٢)، وأقبلت قريش، فنزلت من دون المسيل، وجعل حرب بني كنانة في بطن الوادي، وقال لهم: لا تبرحوا مكانكم، ولو أبيحت⁣(⁣٣) قريش، فكانت هوازن من وراء المسيل.

  قال أبو عبيدة: فحدثني أبو عمرو بن العلاء: قال:

  كان ابن جدعان في إحدى المجنبتين، وفي الأخرى هشام بن المغيرة، وحرب في القلب، وكانت الدائرة في أول النهار لكنانة، فلما كان آخر النّهار تداعت⁣(⁣٤) هوازن، وصبروا واستحرّ⁣(⁣٥) القتل في قريش، فلما رأى ذلك بنو الحارث بن كنانة / - وهم في بطن الوادي - / مالوا إلى قريش، وتركوا مكانهم، فلما استحرّ القتل بهم قال أبو مساحق بلعاء بن قيس لقومه: ألحقوا برخم - وهو جبل - ففعلوا، وانهزم الناس.

  الرسول يحضر هذه الحرب

  وكان رسول اللَّه لا يصير في فئة إلا انهزم من يحاذيها⁣(⁣٦)، فقال حرب بن أمية وعبد اللَّه بن جدعان: ألا ترون إلى هذا الغلام ما يحمل على فئة إلا انهزمت؟

  خداش يسجل المعركة بشعره

  وفي ذلك يقول خداش بن زهير في كلمة له:

  فأبلغ أن عرضت بنا هشاما ... وعبد اللَّه أبلغ والوليدا

  أولئك إن يكن في الناس خير ... فإن لديهم حسبا وجودا


(١) في هد، هج: «سلمة بن يعلي».

(٢) في هد، هج: «لن توافيهم» بدل «لم توافهم»، وفي نسخة أخرى: «ظنوا أن كنانة توافيهم وكلها معان محتملة.

(٣) ولو أبيحت: ولو دارت الدائرة عليها.

(٤) تداعت: دعا بعضها بعضا.

(٥) استحر: صار حارا شديدا.

(٦) في هج: «من يحاربها» بالراء لا بالذال، وكلاهما سديد.