كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في حروب الفجار وحروب عكاظ

صفحة 320 - الجزء 22

  كشف حساب القتلى

  قال: وكان الفضل عشرين قتيلا من هوازن، فوادهم حرب بن أمية فيما تروي قريش، وبنو كنانة تزعم أن القتلى الفاضلين قتلاهم، وأنهم هم ودوهم.

  هل شهد أعمام النبي هذه الموقعة

  وزعم قوم من قريش أن أبا طالب وحمزة والعباس بني عبد / المطلب - عليهما⁣(⁣١) السلام - شهدوا هذه الحروب، ولم يردّ ذلك⁣(⁣٢) أهل العلم بأخبار العرب.

  سبيعة تجير بعلها

  قال أبو عبيدة: ولما انهزمت قيس خرج مسعود بن معتّب لا يعرّج على شيء حتى أتى سبيعة بنت عبد شمس زوجته، فجعل أنفه بين ثدييها، وقال: أنا باللَّه⁣(⁣٣) / وبك، فقالت: كلا، زعمت أنك ستملأ بيتي من أسرى قومي، اجلس فأنت آمن.

  عود إلى الصوت وبقيته

  وقالت أميمة بنت عبد شمس ترثي ابن أخيها أبا سفيان بن أمية ومن قتل من قومها، والأبيات التي فيها الغناء منها:

  أبي ليلك لا يذهب ... ونيط الطَّرف بالكوكب⁣(⁣٤)

  ونجم دونه الأهوا ... ل بين الدّلو والعقرب

  وهذا الصبح لا يأتي ... ولا يدنو ولا يقرب

  بعقر عشيرة منّا ... كرام الخيم والمنصب⁣(⁣٥)

  أحال عليهم دهر ... حديد النّاب والمخلب

  فحلّ بهم وقد أمنوا ... ولم يقصر ولم يشطب⁣(⁣٦)

  وما عنه إذا ما حلّ ... من منجّى ولا مهرب

  ألا يا عين فابكيهم ... بدمع منك مستغرب⁣(⁣٧)

  فإن أبك فهم عزّي ... وهم ركني وهم منكب


(١) ضمير عليهما يعود على حمزة والعباس، أما أبو طالب فقد استثناه المؤلف فيما يبدو.

(٢) في هد، هج: «ولم يرو ذلك أهل العلم» بدل «ولم يرد».

(٣) متعلق الجار والمجرور محذوف، تقديره لائذ أو معتصم، أو مستجير ونحو ذلك.

(٤) تقدم هذا البيت والبيتان التاليان له.

(٥) في هد، هج:

«كرام الخيم والمذهب»

الخيم: الخصال والطباع.

(٦) يشطب: من شطب عن الشيء بمعنى عدل عنه.

(٧) مستغرب: غزير.