كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - خبر أبي قطيفة ونسبه

صفحة 55 - الجزء 1

  عروضه من الطويل، وفيه ثقيل أوّل⁣(⁣١). والغناء لسائب خاثر، خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، ذكر ذلك حمّاد عن أبيه، وذكر أن فيه لحنا آخر لأهل المدينة لا يعرف صاحبه. قال الهيثم في خبره: وقال أبو العباس الأعمى في ذلك:

  /

  قد حلّ في دار البلاط⁣(⁣٢) مجوّع ... ودار أبي العاص التّميميّ حنتف⁣(⁣٣)

  فلم أر مثل الحيّ حين تحمّلوا ... ولا مثلنا عن مثلهم يتنكَّف⁣(⁣٤)

  وقال أبو قطيفة أيضا:

  صوت من غير المائة فيه ثلاثة ألحان

  بكى أحد لمّا تحمّل أهله ... فسلع فدار المال أمست تصدّع

  وبالشأم إخواني وجلّ عشيرتي ... فقد جعلت نفسي إليهم تطلَّع

  عروضه من الطويل. غنّى فيه دحمان، ولحنه ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر من رواية إسحاق.

  وفيه لمعبد ثقيل أوّل بالوسطى من رواية حبش. وذكر إسحاق أن فيه لحنا في خفيف الثّقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر مجهول الصّانع. وقال أبو قطيفة أيضا:

  صوت من غير المائة المختارة

  ليت شعري: هل البلاط كعهدي ... والمصلَّى إلى قصور العقيق؟

  لا مني في هواك يا أمّ يحيى ... من⁣(⁣٥) مبين بغشّه أو صديق

  عروضه من الخفيف. غنّاه معبد ويقال دحمان، ولحنه ثقيل أوّل بالسّبّابة في مجرى الوسطى، وذكر إسحاق أنه لا يعرف صاحبه.

  / حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني محمد بن يونس بن الوليد قال: كان ابن الزّبير قد نفى أبا قطيفة مع من نفاه من بني أميّة عن المدينة إلى الشأم، فلما طال مقامه بها قال:


(١) كذا في الأصول.

(٢) البلاط: موضع بالمدينة بين المسجد والسوق مبلَّط «(قاموس».

(٣) هو الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك، كان يكنى أبا عبد اللَّه وكان دينا شريفا، وله منزلة من عبيد اللَّه بن زياد. ولما وقعت فتنة ابن الزبير سار حبيش بن دلجة القيني من قضاعة إلى المدينة يريد قتال ابن الزبير، فعقد الحارث بن عبد اللَّه المخزومي وهو أمير البصرة للحنتف لواءه فسار في سبعمائة، وخرج إليه حبيش من المدينة فلقيهم بالربذة فقتل الحنتف حبيشا وعبد اللَّه بن الحكم أخا مروان بن الحكم وانهزم الحجاج بن يوسف وأبوه يومئذ، ثم سار الحنتف نحو الشام، حتى إذا كان بوادي القرى سمّ بطعامه فمات هناك (انظر «المعارف» لابن قتيبة ص ٢١٢ - ٢١٣ وابن جرير الطبري طبع أوروبا قسم ٢ ص ٥٧٨ - ٥٧٩ و «شرح القاموس» مادة حنتف).

(٤) من نكف عن الشيء إذا عدل عنه. ولم نعثر على هذه الصيغة من هذه المادة في المظان. وفي ب، س: «يتكنف».

(٥) قد تزاد «من» في الإثبات؛ وحمل عليه قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}، وقول عمر بن أبي ربيعة:

وينمي لها حبها عندنا ... فما قال من كاشح لم يضر