أخبار عبيد بن الأبرص ونسبه
٦ - أخبار عبيد بن الأبرص ونسبه(١)
  اسمه ونسبه
  قال أبو عمرو الشيباني: هو عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. شاعر فحل فصيح من شعراء الجاهلية، وجعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الجاهلية، وقرن به طرفة وعلقمة بن عبدة وعديّ بن زيد.
  شاعر ضائع الشعر
  أخبرنا أبو خليفة، عن محمد بن سلَّام، قال:
  عبيد بن الأبرص قديم الذكر، عظيم الشهرة، وشعره مضطرب ذاهب لا أعرف له إلا قوله في كلمته:
  أقفر من أهله ملحوب
  ولا أدري ما بعد ذلك.
  يتهم بأخته
  أخبرنا عبد اللَّه بن مالك النحوي الضرير، قال: حدثنا محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني، قالا:
  كان من حديث عبيد بن الأبرص أنّه كان رجلا محتاجا، ولم يكن له مال، فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له، ومعه أخته ماويّة، ليوردا غنمهما الماء، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة وجبهة(٢)، فانطلق حزينا مهموما للذي صنع به المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل تحتهن، فنام هو وأخته، فزعموا أن المالكي نظرا إليه وأخته إلى جنبه، فقال:
  ذاك عبيد قد أصاب ميّا ... يا ليته ألقحها صبيّا
  فحملت فوضعت ضاويا(٣)
  / فسمعه عبيد، فرفع يديه، ثم ابتهل، فقال: اللهم إن كان فلان ظلمني، ورماني بالبهتان فأدلني منه - أي اجعل لي منه دولة، وانصرني عليه - ووضع رأسه فنام، ولم يكن قبل ذلك يقول الشعر.
(١) جاءت ترجمته في هذا المكان في النسخ المخطوطة: هد، مد، مه، و «التجريد»، وطبعة بولاق وجاءت في آخر «الأغاني» بين ترجمتي: أبي العيال، وعمارة بن عقيل في مخطوطة فيض اللَّه، وطبعة بيروت.
(٢) جبهة: صك جبهته، أو قابله بما لا يحب.
(٣) ضاويا: مهزولا نحيفا.