كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبيد بن الأبرص ونسبه

صفحة 331 - الجزء 22

  يا أخا شيبان فكّ إلي ... وم رهنا قد أناله⁣(⁣١)

  يا أخا كلّ مضاف ... وحيا من لا حيا له⁣(⁣٢)

  إنّ شيبان قبيل ... أكرم اللَّه رجاله

  وأبوك الخير عمرو ... وشراحيل الحماله⁣(⁣٣)

  رقيّاك اليوم في المج ... د وفي حسن المقالة

  شريك بن عمرو يضمن الطائي

  / فوثب شريك، وقال: أبيت اللعن، يدي بيده، ودمي بدمه إن لم يعد إلى أجله⁣(⁣٤)، فأطلقه المنذر، فلما كان من القابل جلس في مجلسه، ينتظر حنظلة أن يأتيه، فأبطأ عليه، فأمر بشريك، فقرّب، ليقتله.

  الطائي يفي بعهده

  فلم يشعر إلا براكب قد طلع عليهم، فتأملوه، فإذا هو حنظلة قد أقبل متكفّنا متحنّطا معه نادبته تندبه، وقد قامت نادبة شريك تندبه، فلما رآه المنذر عجب من وفائهما وكرمهما، فأطلقهما، وأبطل تلك السّنّة.

  رواية أخرى لقصة مصرع عبيد

  أخبرني الحسن بن علي قال: حدثني عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدثنا عليّ بن الصباح، عن هشام بن الكلبي، قال:

  كان من حديث عبيد بن الأبرص وقتله أنّ المنذر بن ماء السماء بنى الغرّيين، فقيل له: ما تريد إليهما؟ وكان بناهما على قبري رجلين من بني أسد كانا نديميه، أحدهما خالد بن المضلل الفقعسيّ، والآخر عمرو بن مسعود، فقال: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري، لا يمرّنّ أحد من وفود العرب إلا بينهما، وكان له يومان في السنة يوم يسميه يوم النعيم، ويوم يسميه يوم البؤس، فإذا كان في يوم نعيمه أتي بأول من يطلع عليه، فحياه، وكساه، ونادمه يومه، وحمله، فإذا كان يوم بؤسه أتي بأول من يطلع عليه، فأعطاه رأس ظربان أسود، ثم أمر به فذبح وغرّي بدمه الغريّان، فبينا هو جالس في يوم بؤسه إذ أشرف عليه عبيد، فقال لرجل كان معه: من هذا الشقيّ؟ فقال له: هذا عبيد بن الأبرص الأسدّي الشاعر، فأتي به فقال له الرجل الذي كان معه: / اتركه - أبيت اللعن - فإني أظن أنّ عنده من حسن القريض أفضل مما تدرك⁣(⁣٥) في قتله فاسمع منه، فإن سمعت حسنا استزدته، وإن لم يعجبك فما أقدرك على قتله. فإذا نزلت فادع به، قال: فنزل، وطعم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب ستر يراهم منه ولا يرونه،


(١) هكذا بالنسخ، ونرجح أن عبارة

«قد أناله»

محرفة عن

«قد أتى له»

وضمير أتى يعود على «رهن» والمراد بشيبان الطائي نفسه بدليل البيت التالي.

(٢) الحيا: الغيث والمطر.

(٣) شراحيل: لعله من أباء شريك، والمراد بالحمالة حمالة الديات والديون وما إليها.

(٤) في ب «إلى أهله» وقد رجحنا ما أثبتناه نقلا عن هد، هج.

(٥) كذا في ب، وفي هد: «أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما يترك من قتله» وفي هج تضع كلمة «تريد» بدل كلمة «يترك» والمعنى لا يختلف.