أخبار عبيد بن الأبرص ونسبه
  أنّي اهتديت لركب طال سيرهم ... في سبسب بين دكداك وأعقاد(١)
  اذهب إليك فإني من بني أسد ... أهل القباب وأهل الجود والنّادي(٢)
  الغناء للغريض ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق، وفيه ثقيل أول / بالوسطى، ذكر الهشامي أنه لأبي زكار الأعمى، وذكر حبش أنه لابن سريج.
  وفي هذه القصيدة يقول: يخاطب حجر بن الحارث أبا امرئ القيس، وكان حجر يتوعده في شيء بلغه عنه،
  ثم استصلحه فقال يخاطبه
  :
  أبلغ أبا كرب عنّي وإخوته ... قولا سيذهب غورا بعد إنجاد(٣)
  لا أعرفنّك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودّتني زادي
  إنّ أمامك يوما أنت مدركه ... لا حاضر مفلت منه ولا بادي
  فانظر إلى ظلّ ملك أنت تاركه ... هل ترسينّ أواخيه بأوتاد(٤)
  الخير يبقى وإن طال الزمان به ... والشّرّ أخبث ما أوعيت من زاد(٥)
  عمر يبكي خالد بن الوليد بعد موته
  : أخبرنا عيسى بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخزاعيّ، عن المدائنيّ، عن أبي بكر الهذليّ قال:
  سمع عمر بن الخطَّاب نساء بني مخزوم يبكين على خالد بن الوليد، فبكى، وقال: ليقل نساء بني مخزوم في أبي سليمان ما شئن، فإنهن لا يكذبن، وعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي، فقال له طلحة بن عبيد اللَّه: إنك وإياه لكما قال عبيد بن الأبرص(٦):
  لا ألفينّك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زوّدتني زادي
  كلب في ضيافة كلب
  : أخبرني عمّي، قال: حدثني عبد اللَّه بن أبي سعد: قال: حدثني محمد بن عبد اللَّه العبديّ، قال: حدثني سيف الكاتب، قال:
  / وليت ولاية، فمررت بصديق لي في بعض المنازل، فنزلت به، قال: فنلنا من الطعام والشراب، ثم غلب علينا النبيذ، فنمنا، فانتبهت من نومي، فإذا أنا بكلب قد دخل على كلب الرجل فجعل يبشّ به ويسلَّم عليه لا أنكر
(١) رواية هد، هج:
«أني اهتديت لركب طال حبسهم»
السبسب: المفازة، الدكداك: الأرض فيها غلظ، أو فيها رمل متلبد، أعقاد:
أرض شجراء.
(٢) رجحنا رواية هد، هج، وفي ب: «الجرد» بالراء بدل «الجود» بالواو.
(٣) الغور: ما انخفض من الأرض، والإنجاد: سلوك النجود المرتفعة، يريد أن هذا القول سيعم البقاع.
(٤) الأواخي جمع الآخية وهي عروة تربط إلى وتد مدقوق ويشد فيها الشيء، وفي ب: «أراجيه» والأواخي هنا: الأواصر والعرا.
(٥) تقدم هذا البيت على لسان الثعبان الذي عرض لعبيد، فلعل عبيدا سرقه منه.
(٦) يشير طلحة إلى ما فرط من عمر في حق خالد بن الوليد، يوم عزله عن قيادة الجيش عقب توليه الخلافة بعد موت أبي بكر، كأنه يقول له: أتعزله حيا، وتبكيه ميتا؟