كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ربيعة بن مقروم ونسبه

صفحة 337 - الجزء 22

  ترفّع في بني قطن وحلَّت ... بيوت المجد يبنيهنّ باني⁣(⁣١)

  يعني حلَّت بنو قطن بيوت المجد.

  وضمرة إن ضمرة خير جار ... إلى قطن بأسباب متان⁣(⁣٢)

  هجان الحيّ كالذهب المصفىّ ... صبيحة ديمة يجنيه جان⁣(⁣٣)

  قال أبو عمرو: الذهب في معدنه إذا جاءه المطر ليلا لاح من غد عند طلوع الشمس فيتتبّع ويؤخد.

  يمدح مخلصه من الأسر

  قال أبو عمرو: وأسر ربيعة بن مقروم واستيق ماله، فتخلَّصه مسعود بن سالم بن أبي سلمى⁣(⁣٤) بن ذبيان بن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السّيد، فقال ربيعة بن مقروم فيه قوله:

  كفاني أبو الأشوس المنكرات ... كفاه الإله الذي يحذر

  أعزّ من السّيد في منصب ... إليه العزازة والمفخر⁣(⁣٥)

  / وقال يمدحه أيضا:

  بان الخليط فأمسى القلب معمودا ... وأخلفتك ابنة الحرّ المواعيدا⁣(⁣٦)

  كأنها ظبية بكر أطاع لها ... من حومل تلعات الحيّ أو أودا⁣(⁣٧)

  قامت تريك غداة البين منسدلا ... تجللت فوق متنيها العناقيدا⁣(⁣٨)

  وباردا طيّبا عذبا مذاقته ... شربته مزجا بالظلم مشهودا⁣(⁣٩)

  وجسرة أجد تدمي مناسمها ... أعملتها بي حتى تقطع البيدا⁣(⁣١٠)

  كلفتها، فأت حتما تكلَّفها ... ظهيرة كأجيج النار صيخودا⁣(⁣١١)

  في مهمة قذف يخشى الهلاك به ... أصداؤه لا تني بالليل تغريدا⁣(⁣١٢)


(١) فاعل ترفع ضمير «أبي بيان» في البيت السابق، يعني نفسه.

(٢) ضمرة: معطوف على بني قطن في البيت السابق، وفي هج:

«علقت له بأسباب متان»

بدل

«إلى قطن بأسباب متان»

(٣) الهجان: الكريم الحسب، الديمة: السحابة الممطرة.

(٤) في هج: «سلم بن أبي ليلى».

(٥) السيد: يطلق على الذئب والأسد، والمراد هنا الثاني.

(٦) الخليط: المخالط من زوج وجار وصديق ونحو ذلك، معمودا: مضني مريضا.

(٧) أطاع لها: اتسعت ودانت لها. تلعات الحي: روابيه العالية، حومل، أود: مكانان. وإنما جر «أود» بالفتحة على معنى بقعة.

(٨) منسدلا: شعرا منسدلا، فاعل تجللت هي يعود على المحبوبة، والمتنان: جانباها، والمراد بالعناقيد عناقيد الشعر.

(٩) الظلم: ماء الأسنان وبريقها، ويريد بالبارد الطيب ريق المحبوبة.

(١٠) جسرة: ضخمة، أي وناقة جسرة، أجد: الناقة الأجد: القوية المتينة الأضلاع. المناسم: جمع منسم: طرف خف البعير أو الناقة.

(١١) صيخودا: شديدة الحرارة، وهي صفة لظهيرة.

(١٢) قذف: مترامي الأطراف، يتقاذف بمن يسلكه، أصداؤه: جمع صدى، وهو طائر يخرج من رأس القتيل - فيما يزعم العرب - لا يفتأ يصيح قائلا: «اسقوني» حتى يؤخذ بثأره.