أخبار ربيعة بن مقروم ونسبه
  ترفّع في بني قطن وحلَّت ... بيوت المجد يبنيهنّ باني(١)
  يعني حلَّت بنو قطن بيوت المجد.
  وضمرة إن ضمرة خير جار ... إلى قطن بأسباب متان(٢)
  هجان الحيّ كالذهب المصفىّ ... صبيحة ديمة يجنيه جان(٣)
  قال أبو عمرو: الذهب في معدنه إذا جاءه المطر ليلا لاح من غد عند طلوع الشمس فيتتبّع ويؤخد.
  يمدح مخلصه من الأسر
  قال أبو عمرو: وأسر ربيعة بن مقروم واستيق ماله، فتخلَّصه مسعود بن سالم بن أبي سلمى(٤) بن ذبيان بن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السّيد، فقال ربيعة بن مقروم فيه قوله:
  كفاني أبو الأشوس المنكرات ... كفاه الإله الذي يحذر
  أعزّ من السّيد في منصب ... إليه العزازة والمفخر(٥)
  / وقال يمدحه أيضا:
  بان الخليط فأمسى القلب معمودا ... وأخلفتك ابنة الحرّ المواعيدا(٦)
  كأنها ظبية بكر أطاع لها ... من حومل تلعات الحيّ أو أودا(٧)
  قامت تريك غداة البين منسدلا ... تجللت فوق متنيها العناقيدا(٨)
  وباردا طيّبا عذبا مذاقته ... شربته مزجا بالظلم مشهودا(٩)
  وجسرة أجد تدمي مناسمها ... أعملتها بي حتى تقطع البيدا(١٠)
  كلفتها، فأت حتما تكلَّفها ... ظهيرة كأجيج النار صيخودا(١١)
  في مهمة قذف يخشى الهلاك به ... أصداؤه لا تني بالليل تغريدا(١٢)
(١) فاعل ترفع ضمير «أبي بيان» في البيت السابق، يعني نفسه.
(٢) ضمرة: معطوف على بني قطن في البيت السابق، وفي هج:
«علقت له بأسباب متان»
بدل
«إلى قطن بأسباب متان»
(٣) الهجان: الكريم الحسب، الديمة: السحابة الممطرة.
(٤) في هج: «سلم بن أبي ليلى».
(٥) السيد: يطلق على الذئب والأسد، والمراد هنا الثاني.
(٦) الخليط: المخالط من زوج وجار وصديق ونحو ذلك، معمودا: مضني مريضا.
(٧) أطاع لها: اتسعت ودانت لها. تلعات الحي: روابيه العالية، حومل، أود: مكانان. وإنما جر «أود» بالفتحة على معنى بقعة.
(٨) منسدلا: شعرا منسدلا، فاعل تجللت هي يعود على المحبوبة، والمتنان: جانباها، والمراد بالعناقيد عناقيد الشعر.
(٩) الظلم: ماء الأسنان وبريقها، ويريد بالبارد الطيب ريق المحبوبة.
(١٠) جسرة: ضخمة، أي وناقة جسرة، أجد: الناقة الأجد: القوية المتينة الأضلاع. المناسم: جمع منسم: طرف خف البعير أو الناقة.
(١١) صيخودا: شديدة الحرارة، وهي صفة لظهيرة.
(١٢) قذف: مترامي الأطراف، يتقاذف بمن يسلكه، أصداؤه: جمع صدى، وهو طائر يخرج من رأس القتيل - فيما يزعم العرب - لا يفتأ يصيح قائلا: «اسقوني» حتى يؤخذ بثأره.