كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن المدبر

صفحة 386 - الجزء 22

  /

  ليس يشفيه سوى سفك دمي ... أو يراني مدرجا في كفني

  والأمير الفتح إن أذكرته ... حرمتي قام بأمري وعني

  فأل⁣(⁣١) صدق حين أدعو باسمه ... وسرور حين يعرو حزني

  قل له: يا حسن ما أوليتني ... مالما أوليتني من ثمن

  زاد إحسانك عندي عظما ... أنّه باد لمن يعرفني

  لست أدري كيف أجزيك به ... غير أني مثقل بالمنن

  ما رأى القوم كذنبي عندهم ... عظم ذنبي أنّني لم أخن

  ذاك فعلي وتراثي عن أبي ... واقتدائي بأخي في السّنن

  سنّة صالحة معروفة ... هي منّا في قديم الزمن

  / ظفر الأعداء بي عن حيلة ... ولعل اللَّه أن يظفرني

  ليت أني وهم في مجلس ... يظهر الحقّ به للفطن

  فترى لي ولهم ملحمة ... يهلك الخائن فيها والدّني

  والذي أسأل أن ينصفني ... حاكم يقضي بما يلزمني

  قل لحمدون خليلي وابنه ... ولعيسى⁣(⁣٢) حرّكوه يا بنى

  - يعني يا بني الزانية، فلم يزالوا في أمره حتى خلَّصوه -

  هل جرب الخمر من فهما؟

  حدثني محمد بن يحيى الصولي: قال:

  كان إبراهيم بن المدبر يحب جارية للمغنية المعروفة بالبكرية بسرّ من رأى فقال فيها:

  /

  غادرت قلبي في إسار لديك ... فويلتا⁣(⁣٣) منك وويلي عليك

  قد يعلم اللَّه على عرشه⁣(⁣٤) ... أني أعاني الموت شوقا إليك

  منّي بفكّ الأسر أو فاقتلي ... أيهما أحببت من حسنييك

  قد كنت لا أعدى⁣(⁣٥) على ظالم ... فصرت لا أعدي على مقلتيك


(١) في س: «قال» وهو تحريف. يعني التفاؤل باسم الفتح بن خاقان.

(٢) يقصد عيسى بن إبراهيم النصراني كاتب سعيد بن صالح، وكان يسعى على ابن المدبر.

(٣) كذا في ف، وفي ج: «فالويل لي منك» وفي هد: «غودر قلبي».

(٤) كذا في ب، وفي ح، هج: «فليعلم اللَّه تعالى اسمه».

(٥) لا أعين: وفي ب: «أعدو» ولا معنى له.