كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن المدبر

صفحة 388 - الجزء 22

  ويا رجائي ويا سؤلي ويا أملي ... ويا حياتي ويا سمعي ويا بصري

  / ويا مناي ويا نوري ويا فرحي ... ويا سروري ويا شمسي ويا قمري

  لا تقبلي قول حسّادي عليّ ولا⁣(⁣١) ... واللَّه ما صدقوا في القول والخبر

  أدالني⁣(⁣٢) اللَّه من دهر يضعضعني⁣(⁣٣) ... فقد حجبت عن التسليم والنظر

  إن يحجبوا عنك في تقديرهم بصري ... فكيف لم يحجبوا ذكري ولا فكري؟

  / يا قوم قلبي ضعيف من تذكَّرها ... وقلبها فارغ أقسى من الحجر

  اللَّه يعلم أنّي هائم دنف ... بغادة ليتها حظَّي من البشر

  مجلس من مجالسه

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني عبد اللَّه بن محمد المروزي، قال: حدثني الفضل بن العباس ابن المأمون، قال:

  زارتني عريب يوما ومعها عدّة من جواريها، فوافتنا ونحن على شرابنا، فتحدثت معنا ساعة، وسألتها أن تقيم عندنا، فأبت، وقالت: قد وعدت جماعة من أهل الأدب والظَّرف أن أصير إليهم، وهم في جزيرة المربد⁣(⁣٤)، منهم إبراهيم بن المدبر، وسعيد بن حميد، ويحيى بن عيسى بن منارة، فخلفت عليها، فأقامت. ودعت بدواة وقرطاس وكتبت إليهم سطرا واحدا؛ بِسْمِ أللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أردت، ولولا، ولعلي.

  ووجهّت الرقعة إليهم، فلما وصلت قرؤها، وعيوا بجوابها، فأخذها إبراهيم بن المدبّر، فكتب تحت أردت «ليت» وتحت لولا «ماذا»؟ وتحت لعلي «أرجو» ووجّه بالرقعة إليها، فلما قرأتها طربت ونعرت⁣(⁣٥)، وقالت: أنا أترك هؤلاء وأقعد عندكم؟ تركني اللَّه إذا من يديه، وقامت فمضت وقالت لكم فيمن أتخلَّفه عندكم من جواريّ كفاية⁣(⁣٦).

  عريب تتدله في حبه عند مكاتبتها له

  أخبرني محمد بن خلف: قال: حدثني عبد اللَّه بن المعتز، قال:

  قرأت في مكاتبات لعريب فصلا من جواب أجابت به إبراهيم بن المدبّر / مكاتبة بديعة بعيادة: قد استبطأت عيادتك - قدّمت قبلك -⁣(⁣٧) وعذرتك، فما ذكرت عذرا ضعيفا لا ينبغي أن يفرح به⁣(⁣٧). فأستديم اللَّه نعمه عندك.


(١) في ح، هد: «فلا».

(٢) أدالني؛ نصرني.

(٣) في ج: «يضعفني» بمعنى يهدمني.

(٤) كذا في ف؛ باقي النسخ «المؤيد»؛ تصحيف.

(٥) نعرت: صوتت بخيشومها.

(٦) تخلف فلان فلانا: جعله خليفته، وفي هد، هج: «لكم في جواري الكفاية».

(٧ - ٧) التكملة من هد.