كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن المدبر

صفحة 397 - الجزء 22

  لا تطل عذلي عناء⁣(⁣١) ... إن في العذل بلاء⁣(⁣٢)

  لست أبكي بطن مرّ⁣(⁣٣) ... فكديّا⁣(⁣٤) فكداء⁣(⁣٥)

  إنّما أبكي خليلا ... خان في الود الصفاء

  يا أبا الصقر سقاك الل ... هـ تهتانا⁣(⁣٦) رواء⁣(⁣٧)

  وأدام اللَّه نعما ... ك وملَّاك⁣(⁣٨) البقاء

  لم تجاهلت ودادي ... وتناسيت الإخاء؟

  / كنت برّا فعلى رأ ... سي تعلَّمت الجفاء

  لا تميلنّ مع الري ... ح إذا هبّت رخاء

  ربّما هبّت عقيما⁣(⁣٩) ... تترك الدنيا هباء

  حلم يتحقق

  أخبرني علي بن العباس قال: حدثني أبي قال:

  كنت عند إبراهيم بن المدبر وزارته عريب. / فقال لها: رأيت البارحة في النوم أبا العبيس وقد غنى في هذا الشعر وأنت تراسلينه فيه:

  يا خليليّ أرقنا حزنا ... لسنا برق تبدّى موهنا⁣(⁣١٠)

  وكأني أجزته بهذا البيت وسألتكما أن تضيفاه إلى الأول:

  وجلا عن وجه دعد موهنا ... عجبا منه سنا أبدى سنا

  فقالت: ما أملح واللَّه الابتداء والإجازة! فاجعل ذلك في اليقظة، واكتب إلى أبي العبيس وسله عني وعنك الحضور، فكتب إليه إبراهيم:

  يا أبا العباس يا أفتى الورى ... زارنا طيفك في سكر الكرى

  وتغنّى لي صوتا حسنا ... في سنا برق على الأفق سرى


(١) في س وب: «عيّما».

(٢) في س، ب: «عياء».

(٣) بطن مر: من نواحي مكة يجتمع عنده وادي النخلتين.

(٤) بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين.

(٥) بأعلى مكة عند المحصب.

(٦) تهتانا: مطرا متتابعا.

(٧) رواء: كثيرا مرويا.

(٨) ملاك: أمتعك.

(٩) عقيما: لا خير فيها.

(١٠) موهن، نحو نصف الليل.