كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في هذه الغارات والحروب

صفحة 399 - الجزء 22

١٨ - ذكر الخبر في هذه الغارات والحروب

  يوم أوارة

  نسخت ذلك من كتاب عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات بخطه، وذكر أن أحمد بن الهيثم بن فراس⁣(⁣١) أخبره به عن العمريّ عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه وغيره من أشياخ طيّئ. قال: وحدثني محمد بن أبي السريّ عن هشام بن الكلبي قالوا:

  كان من حديث يوم أوارة أن عمرو بن المنذر بن ماء السماء - وهو عمرو بن هند يعرف باسم أمه هند بنت الحارث الملك المنصور بن حجر آكل المرار⁣(⁣٢) الكنديّ وهو الذي يقال له مضرّط الحجارة - أنه كان عاقد هذا الحي من طيّئ على ألا ينازعوا ولا يفاخروا ولا يغزوا، وأن عمرو بن هند غزا اليمامة، فرجع منفضا⁣(⁣٣) فمر بطيّئ، فقال له زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم الحنظلي: أبيت اللعن! أصب من هذا الحيّ شيئا، قال له: ويلك! إنّ لهم عقدا، قال: وإن كان، فلم يزل به حتى أصاب نسوة وأذوادا⁣(⁣٤).

  قيس بن جروة يتهدد عمرو بن هند

  فقال في ذلك الطائيّ، وهو قيس بن جروة أحد الأجئين⁣(⁣٥) قال:

  ألا حيّ قبل البين من أنت عاشقه ... ومن أنت مشتاق إليه وشائقه

  ومن لا تواتى داره غير فينة ... ومن أنت تبكي كلّ يوم تفارقه

  وتعدو بصحراء الثويّة⁣(⁣٦) ناقتي ... كعدو النّحوص⁣(⁣٧) قد أمخّت⁣(⁣٨) نواهقه⁣(⁣٩)

  / إلى الملك الخير ابن هند تزوره ... وليس من الفوت الذي هو سابقه⁣(⁣١٠)


(١) وفي س، ب: «الفراس».

(٢) المرار: شجر من أفضل العشب وأضخمه إذا أكلته الإبل قلصت مشافرها.

(٣) منفصا: نافد الزاد.

(٤) الذود: جماعة الإبل من ثلاث إلى عشر ولا يكون إلا من الإناث.

(٥) في س، ب: الأحيين، وهو تحريف، والنسبة إلى أجأ.

(٦) الثوية: موضع قرب الكوفة.

(٧) النحوص: الأتان لا ولد لها ولا لبن فيها، وفي هج: «كعد ورباع».

(٨) أمخت: صار لها مخ.

(٩) النواهق: عظام شاخصة من ذي الحافر في مجرى الدمع، والمراد أنها سمينة.

(١٠) في ب، س: «سائقه».