كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في هذه الغارات والحروب

صفحة 400 - الجزء 22

  وإنّ نساء هنّ ما قال قائل ... غنيمة سوء بينهنّ مهارقه⁣(⁣١)

  ولو نيل في عهد لنا لحم أرنب ... رددنا وهذا العهد أنت معالقه⁣(⁣٢)

  فهبك ابن هند لم تعقك أمانة ... وما المرء إلا عقده ومواثقه

  وكنا إناسا خافضين بنعمة ... يسيل بنا تلع⁣(⁣٣) الملا⁣(⁣٤) وأبارقه⁣(⁣٥)

  فأقسمت لا أحتلّ⁣(⁣٦) إلَّا بصهوة⁣(⁣٧) ... حرام عليّ رمله وشقائقه⁣(⁣٨)

  وأقسم جهدا بالمنازل من منّى ... وما خبّ⁣(⁣٩) في بطائهن درادقه⁣(⁣١٠)

  لئن لم تغيّر ما قد فعلتم ... لأنتحينّ⁣(⁣١١) العظم ذو أنا⁣(⁣١٢) عارقه⁣(⁣١٣)

  / فسمى عارقا بهذا البيت. فبلغ هذا الشعر عمرو بن هند، فقال له زرارة بن عدس: أبيت اللعن، إنه يتوعّدك. فقال عمرو بن هند لترملة⁣(⁣١٤) بن شعاث الطائي - وهو ابن عمّ عارق⁣(⁣١٥): أيهجوني ابن عمك ويتوعّدني! قال: واللَّه ما هجاك، ولكنه قد قال:

  واللَّه لو كان ابن جفنة جاركم ... لكسا الوجوه غضاضة⁣(⁣١٦) وهوانا

  وسلاسلا يبرقن في أعناقكم ... وإذا لقطَّع تلكم⁣(⁣١٧) الأقرانا⁣(⁣١٨)

  ولكان عادته على جيرانه ... ذهبا وريطا رادعا وجفانا


(١) المهرق: ثوب أبيض أو ورق يكتب عليه العهود وما أريد بقاؤه على الدهر، والمعنى: أن النساء اللاتي سباهن الملك وحسّن له بعض الناس الإيقاع بهن غنيمة شر لا ينتفع بها إذ قد سبق عهد الملك لهن بالأمان.

(٢) معالقه: متعلق بذمتك، والمعنى لو صاد أحد أرنبا في حمانا لاقتصصنا منه وفاء بعهدنا فكيف بك لا تحمى نساء تعهدت لهن!

(٣) تلع: جمع تلعة وهي ما علا من الأرض أو ما سفل منها والمراد الثاني.

(٤) الملا: الصحراء.

(٥) أبارق: جمع أبرق: أرض غليظة فيها حجارة ورمل وطين.

(٦) أحتل: أنزل.

(٧) صهوة: برج يتخذ في أعلى الرابية.

(٨) شقائق: جمع شقيقة، وهي أرض صلبة بين رياض تنبت الشجر والعشب.

(٩) الخبب: سير يراوح الفرس فيه بين يديه ورجليه.

(١٠) درادق: جمع دردق كعسكر: صغار الإبل.

(١١) لأنتحين: لأقصدن، يريد لأصيبن هذا العظم.

(١٢) كذا في ف و «اللسان» وفي س، ب: أنت.

(١٣) عرق العظم: أخذ اللحم الذي عليه كله؛ وفي س، ب، ج: «غارقة»، وهو تحريف.

(١٤) في س، ب: «ثرملة» تحريف.

(١٥) في س، ب: «غارق» تحريف.

(١٦) في س، ب، هد: «ما إن كساكم غصة».

(١٧) في ج: «منكم» وفي هج: «عنكم».

(١٨) الأقران: جمع قرن كجبل؛ حبل.