كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحارث بن وعلة

صفحة 419 - الجزء 22

٢٢ - أخبار الحارث بن وعلة

  اسمه ونسبه

  الحارث بن وعلة بن عبد اللَّه بن الحارث بن بلع بن سبيلة⁣(⁣١) بن الهون بن أعجب بن قدامة بن حرم بن زبان⁣(⁣٢) - وهو علاف، وإليه تنسب الرّحال العلافيّة، وهو أول من اتخذها - بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وقد ذكرت متقدما الاختلاف في قضاعة، ومن نسبه معدّيا، ومن نسبه حميريّا.

  والرّحال العلافيّة مشهورة عند الناس، قد ذكرتها الشعراء في أشعارها، قال ذو الرّمة:

  وليل كجلباب العروس ادّرعته ... بأربعة والشّخص في العين واحد

  أحمّ علافيّ وأبيض صارم ... وأعيس مهريّ وأروع ماجد

  وكان وعلة الجرميّ وابنه الحارث من فرسان قضاعة وأنجادها وأعلامها وشعرائها، وشهد / وعلة الكلاب الثاني⁣(⁣٣)، فأفلت بعد أن أدركه قيس بن عاصم المنقريّ، وطلبه، ففاته ركضا وعدوا، وخبره يذكر بعد هذا في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.

  ابن الأشعث وعبد الملك يتمثلان بشعره وشعر أبيه

  فأخبرني عمي قال: حدثني الكرانيّ، قال: حدثنا العمريّ عن العتبيّ قال:

  كتب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث إلى الحجّاج مبتدئا: أما بعد فإن مثلي ومثلك كما قال القائل:

  /

  سائل مجاور جرم هل جنيت لها ... حربا تفرّق بين الجيرة الخلط؟

  أم هل دلفت بجرّار له لجب ... يغشى الأماعيز بين السّهل والفرط؟⁣(⁣٤)

  - والشعر لوعلة الجرميّ - هذا مثلي ومثلك، فسأحملك على أصعبه، وأريحك من مركبه.

  فكتب الحجاج بذلك إلى عبد الملك، فكتب إليه جوابه: أما بعد؛ فإني قد أجبت عدّو الرحمن بلا حول ولا قوة إلا باللَّه، ولعمر اللَّه لقد صدق، وخلع سلطان اللَّه بيمينه، وطاعته بشماله، وخرج من الدّين⁣(⁣٥) عريانا، كما ولدته أمّه.


(١) في هد، هج، ف: «سنبلة».

(٢) كذا في ف بالباء الموحدة، وفي س، ب، هد: الريان «، وفي» اللسان «: (علف): وعلاف رجل من الأزد وهو زيان أبو جرم من قضاعة.

(٣) الكلاب: ماء بين جبلة وشمام وللعرب يومان فيه: الكلاب الأول والكلاب الثاني وثانيهما: لتميم على مذحج.

(٤) الفرط: واحد الأفراط وهي آكام شبيهات بالجبال، وفي هج: «بين الحي» بدل «بين السهل».

(٥) في هد: «خرج من الدين والدنيا عريانا».