أخبار مالك بن الريب ونسبه
  /
  وتصطاد القلوب على مطاها(١) ... بلا جعد القرون ولا قصار(٢)
  وتبسم عن(٣) نقيّ اللون عذب ... كما شيف(٤) الأقاحي بالقطار
  أتجزع أن عرفت ببطن قوّ(٥) ... وصحراء الأديهم رسم دار
  وإن حلّ الخليط ولست فيهم ... مرابع(٦) بين دحل إلى سرار(٧)
  إذا حّلوا بعائجة خلاء ... يقطَّف نور حنوتها العذاري(٨)
  يقتل حارسه ويخلص صديقه
  فبعث إليه الحارث رجلا من الأنصار فأخذه، وأخذ أبا حردبة، فبعث بأبي حردبة وتخلَّف الأنصاري مع القوم الذين كان مالك فيهم، وأمر غلاما له، فجعل يسوق مالكا. فتغفّل مالك غلام الأنصاري، وعليه السيف، فانتزعه منه، وقتله به، وشدّ على الأنصاريّ، فضربه بالسيف حتّى قتله، وجعل يقتل من كان معه يمينا وشمالا.
  ثم لحق بأبي حردبة، فتخلَّصه(٩)، وركبا إبل الأنصاري، وخرجا فرارا من ذلك هاربين، حتى أتيا البحرين، واجتمع إليهما أصحابهما، ثم قطعوا إلى فارس فرارا من ذلك الحدث الذي أحدثه مالك، فلم يزل بفارس، حتى قدم عليه سعيد بن عثمان، فاستصحبه.
  شعره في مهربه
  فقال مالك في مهربه(١٠) ذلك:
  أحقّا على السلطان أمّا الذي له ... فيعطى وأما ما يراد فيمنع
  إذا ما جعلت الرمل بيني وبينه ... وأعرض سهب بين يبرين بلقع(١١)
  من الأدمى(١٢) لا يستجمّ بها القطا ... تكلّ الرياح دونه فتقطَّع
  فشأنكم يا آل مروان فاطلبوا ... سقاطي(١٣) فما فيه لباغيه مطمع
(١) كذا في النسخ ولعلها محرفة عن صفاها بمعنى قسوتها.
(٢) القرون الجعدة: القصيرة، والقرون: الضفائر، قصار: اسم من قصر، يريد بشعر: لا متجعد ولا مكفوف.
(٣) في ب، س: على، وهو تحريف ينكسر به الوزن.
(٤) شيف؛ جلى، ومنه درهم مشوف مجلو.
(٥) بطن قو: واد بين البصرة والمدنية وفي س، ب: قر.
(٦) مرابع: موضع قريب من حزن بني يربوع.
(٧) سرار: واد.
(٨) الحنوة: نبت طيب الريح.
(٩) في س: فخلصه.
(١٠) س: «مالك بن مهروبه». تحريف.
(١١) يبرين: قرية كثيرة النخل والعيون بحذاء الأحساء.
(١٢) الأدمى: موضع ببلاد سعد.
(١٣) سقاطي: عثاري وسقوطي.