أخبار مالك بن الريب ونسبه
  وما أنا كالغير المقيم لأهله ... على القيد في بحبوحة الضيّم يرتع
  / ولولا رسول اللَّه أن كان منكم ... تبيّن من بالنّصف يرضى ويقنع
  وقال أيضا:
  لو كنتم تنكرون العذر(١) قلت لكم ... يا آل مروان جاري منكم الحكم
  وأتّقكم يمين اللَّه ضاحية ... عند الشهود وقد توفي به الذمم
  لا كنت أحدث سوءا في إمارتكم ... ولا الذي فات مني قبل ينتقم
  نحن الذين إذا خفتم مجلَّلة(٢) ... قلتم لنا: إنّنا منكم لتعتصموا
  حتى إذا انفرجت عنكم دجنّتها ... صرتم كجرم فلا إلّ(٣) ولا رحم
  / وقال مالك حين قتل غلام الأنصاريّ الذي كان يقوده:
  غلام يقول السيف يثقل عاتقي ... إذا قادني وسط الرجال المجحدل(٤)
  فلو لا ذباب السيف ظلّ يقودني ... بنسعته(٥) ششن(٦) البنان حزنبل(٧)
  أراد اغتيال مالك فاغتاله مالك وقال في ذلك شعرا
  قالوا: وبينا مالك بن الريب ذات ليلة في بعض هناته وهو نائم - وكان لا ينام إلا متوشّحا بالسيف - إذ هو بشيء قد جثم عليه لا يدري ما هو، فانتفض به مالك، فسقط عنه، ثم انتحى له بالسيف فقدّه نصفين، ثم نظر إليه فإذا هو رجل أسود كان يقطع الطريق في تلك الناحية، فقال مالك في ذلك:
  أدلجت في مهمة ما إن أرى أحدا ... حتى إذا حان تعريس لمن نزلا
  وضعت جنبي وقلت: اللَّه يكلؤني ... مهماتنم عنك من عين(٨) فما غفلا
  والسيف بيني وبين الثوب مشعره(٩) ... أخشى الحوادث إني لم أكن وكلا
  ما نمت إلا قليلا نمته شئزا(١٠) ... حتى وجدت على جثماني الثّقلا
  داهية من دواهي الليل بيّتني ... مجاهدا(١١) يبتغي نفسي وما ختلا
(١) في س، ب: «الغدر».
(٢) مجللة: نازلة عامة.
(٣) إل: ذمة وعهد.
(٤) حجدل فلان فلانا: صرعه.
(٥) النسعة: قطعة من سير أو حبل من أدم تشد به الرحال.
(٦) ششن: غليظ.
(٧) حزنبل: قصير وثيق الخلق.
(٨) في هد، هج: «من ليل».
(٩) جاعله شعاري أو متصلا بي، وفي هج: «الأرض» بدل «الثوب».
(١٠) شئزا: قلقا.
(١١) في هد، هج: «مجاهر» ١، وفي هج «قفلا» بدل «ختلا».