أخبار مالك بن الريب ونسبه
  أهويت نفحا(١) له والليل ساتره ... إلا توخيته والجرس فانخزلا(٢)
  / لما ثنى اللَّه عني شرّ عدوته ... رقدت لا مثبتا ذعرا ولا بعلا(٣)
  أما ترى الدار قفرا لا أنيس بها ... إلا الوحوش وأمسى أهلها احتملا
  بين المنيفة(٤) حيث استنّ(٥) مدفعها(٦) ... وبين فردة(٧) من وحشيّها قبلا(٨)
  وقد تقول وما تخفي لجارتها ... إني أرى مالك بن الريب قد نحلا
  من يشهد الحرب يصلاها ويسعرها ... تراه مما كسته شاحبا وجلا
  خذها فإني لضرّاب إذا اختلفت ... أيدي الرجال بضرب يختل البطلا(٩)
  وقال مالك في ذلك أيضا:
  يا عاملا(١٠) تحت الظلام مطيّة ... متخايلا لابل وغير مخاتل(١١)
  أنيّ أنخت لشابك(١٢) أنيابه ... مستأنس بدجى الظلام منازل
  لا يستريع عظيمة يرمى بها ... حصبا(١٣) يحفز(١٤) عن عظام الكاهل
  حربا(١٥) تنصّبه(١٦) بنبت هواجر ... عاري الأشاجع(١٧) كالحسام الناصل
  / لم يدر ما غرف القصور وفيؤها ... طاو بنخل سوداها المتمايل
  يقظ(١٨) الفؤاد إذا القلوب تآنست ... جزعا(١٩) ونبّه كلّ أروع باسل
(١) نفحا: ضربا.
(٢) انخزل: انقطع.
(٣) بعلا: دهشا فرقا، وفي هج «وجلا».
(٤) المنيفة: ماء لتميم على فلج بين نجد واليمامة.
(٥) استن: وضح.
(٦) مدفعها: مسيلها ومجراها.
(٧) فردة: جبل في ديار طيئ.
(٨) قبلا: عيانا.
(٩) أي ينزع أعلى البيضة.
(١٠) في س، ب: «غاسلا».
(١١) صريح لا يخادع ولا يراني.
(١٢) الأسد المشتبك الأنياب، وهذا كناية عن القوة، ويعني مالكا نفسه.
(١٣) حصبا: رميا.
(١٤) يحفز: يدفع من خلف.
(١٥) حربا: شديد الغضب.
(١٦) كذا في النسخ، ولعل تنصبه محرفة عن تنضيه بمعنى تستله من أقاصي الأمور العظيمة، أي يطلب منها.
(١٧) الأشاجع: رؤوس الأصابع، جمع أشجع.
(١٨) في س، ب: «يعظ».
(١٩) في س، ب: «جزعا ووثبة» تحريف.