كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار صخر الغي ونسبه

صفحة 502 - الجزء 22

٣٨ - أخبار صخر الغي ونسبه

  اسمه ونسبه

  هو صخر بن عبد اللَّه الخيشمي، أحد بني خيثم بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. هذا أكثر ما وجدته من نسبه، ولقب بصخر الغيّ لخلاعته، وشدة بأسه، وكثرة شرّه.

  فمن روى هذه القصيدة له، ذكر أن السبب فيها أن جارا لبني خناعة بن سعد بن هذيل من بني الرمداء كان جاورهم رجل من بني مزينة، وقيل: إنه كان جارا لأبي المثلَّم الشاعر، وهو أخوهم، فقتله⁣(⁣١) صخر الغيّ فمشى أبو المثلم إلى قومه، وبعثهم على مطالبته بدم جارهم المزني والإدراك بثأره، فبلغ ذلك صخرا فقال هذه القصيدة يذكر أبا المثلَّم وما فعله، فأولها البيتان اللذان فيهما الغناء وفيها يقول:

  ولست عبدا للموعدين ولا ... أقبل ضيما أتى به أحد

  جاءت كبير كيما⁣(⁣٢) أخفّرها ... والقوم سيد كأنهم رمدوا

  في المزنيّ الذي حششت⁣(⁣٣) به ... مال ضريك⁣(⁣٤) تلاده نكد

  إن أمتسكه فبالفداء وإن ... أقتل بسيفي فإنه قود

  ولصخر وأبي المثلم في هذا مناقضات وقصائد قالاها، وأجاب كلّ واحد منهما صاحبه، يطول ذكرها وليس من جنس هذا الكتاب.

  الأعلم العداء

  وحكى الأثرم عن أبي عبيدة أنه حدّث عن عبد اللَّه بن إبراهيم الجمحيّ قال:

  كان الأعلم أخو صخر الغيّ أحد صعاليك هذيل، وكان يعدو على رجليه عدوا لا يلحق، واسمه حبيب بن عبد اللَّه، فخرج هو وأخواه صخر وصخير، حتى أصبحوا تحت جبل يقال له السّطاع⁣(⁣٥)، في يوم من أيام الصيف شديد الحرّ، وهو متأبّط قربة لهم فيها ماء، فأيبستها السّموم، وعطشوا حتى لم يكادوا أن يبصروا من العطش، فقال الأعلم لصاحبيه: أشرب من القرية لعلي أن أرد الماء فأروى منه وانتظراني مكانكما، وكانت بنو عديّ بن الدّيل على


(١) في س، ب: «فرآه» ولا معنى له.

(٢) في س، ب: «كثيرا كيما أحقرها».

(٣) حششت: قويت.

(٤) كذا في ف و «الديوان» وهو الفقير السئ الحال وفي س، ب: «طريف».

(٥) سطاع، بكسر أوله: جبل بينه وبين مكة مرحلة ونصف من جهة اليمين.