كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - خبر أبي قطيفة ونسبه

صفحة 57 - الجزء 1

  / المدنيّ⁣(⁣١) قالا: إن ابن الزّبير لمّا بلغه شعر أبي قطيفة هذا قال: حنّ⁣(⁣٢) واللَّه أبو قطيفة و # ورحمة اللَّه، من لقيه فليخبره أنه آمن فليرجع. فأخبر بذلك فانكفأ إلى المدينة راجعا، فلم يصل إليها حتى مات. قال ابن عمّار:

  فحدّثت عن المدائنيّ أنّ امرأة من أهل المدينة تزوّجها رجل من أهل الشأم، فخرج بها إلى بلده على كره منها، فسمعت منشدا ينشد شعر أبي قطيفة هذا، فشهقت شهقة وخرّت على وجهها ميّتة، هكذا ذكر ابن عمّار في خبره.

  وأخبرني الحسين بن يحيى قال قال حمّاد: قرأت على أبي عن أيّوب بن عباية قال قال حدثني سعيد بن عائشة مولى آل المطَّلب بن عبد مناف قال:

  / خرجت امرأة من بني زهرة في خفّ⁣(⁣٣)، فرآها رجل من بني عبد شمس من أهل الشأم فأعجبته، فسأل عنها فنسبت له، فخطبها إلى أهلها فزوّجوه [إياها] بكره منها، فخرج بها إلى الشأم. [وخرجت مخرجا]⁣(⁣٤)، فسمعت متمثّلا يقول:

  صوت من غير المائة المختارة

  ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... جبوب⁣(⁣٥) المصلَّى أم كعهدي القرائن؟

  وهل أدؤر⁣(⁣٦) حول البلاط عوامر ... من الحيّ أم هل بالمدينة ساكن؟

  إذا برقت نحو الحجاز سحابة ... دعا الشوق منّي برقها المتيامن

  فلم أتركنها رغبة عن بلادها ... ولكنّه ما قدّر اللَّه كائن

  - عروضه من الطويل، يقال: إن لمعبد فيه لحنا - قال: فتنفّست بين النساء فوقعت ميّتة. قال أيّوب⁣(⁣٧):

  فحدّثت بهذا الحديث عبد العزيز بن أبي ثابت الأعرج فقال: أتعرفها؟ قلت لا. قال: هي واللَّه عمّتي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف.

  أخبرنا محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال أخبرني ابن عائشة قال: لمّا أجلى ابن الزّبير بني أميّة عن الحجاز قال أيمن بن خريم الأسديّ:

  كأنّ بني أميّة يوم راحوا ... وعرّي عن منازلهم صرار⁣(⁣٨)


(١) كذا في م، د. وفي سائر النسخ: «الهذلي» وهو خطأ؛ إذ الذي ورد في «كتب التراجم» أنه مطرّف بن عبد اللَّه بن مطرف المدنيّ الفقيه شيخ البخاريّ، وأنه روى عنه إبراهيم بن المنذر.

(٢) في ب، س: «أحسن».

(٣) كذا في ب، س. وفي ر: «حي» وفي سائر النسخ: «حق» وكلاهما تحريف؛ يقال: خرج فلان في خف من أصحابه أي في جماعة قليلة.

(٤) هذه العبارة ساقطة من أ، م، ء، والمراد أنها خرجت مرة.

(٥) في جميع الأصول: «جنوب» بالنون وهو تصحيف. والتصويب عن ياقوت. والجبوب: الحجارة والأرض الصلبة.

(٦) كذا في أ، س. وفي سائر النسخ من غير همز، وكلاهما صحيح.

(٧) كذا في ت. وفي سائر النسخ: «أبو أيوب».

(٨) في ب، س، م، أ: «صدار» بالدال. وصدار كغراب: موضع قرب المدينة. وصرار: جبل، وقد أورده. ياقوت وذكر فيه هذا الشعر.