أخبار أبي شراعة ونسبه
  وابن الرياشي الضعيف الأسر ... يخاف إن أردف ألَّا يجري(١)
  / وأنت يا عيسى سقاك المسرى(٢) ... نعم صديق عسرة ويسر
  لا يستعين بإخوته في بناء داره:
  قال أبو الفيّاض: سقطت دارنا بالبصرة، فعوتب أبي على بنائها، وقيل له: استعن بإخوانك إن عجزت عنه فقال:
  تلوم ابنة البكريّ حين أؤبها ... هزيلا وبعض الآئبين سمين
  وقالت: لحاك اللَّه تستحسن العرا ... عن الدار إنّ النائبات فنون
  وحولك إخوان كرام لهم غنى ... فقلت لإخواني: الكرام عيون
  ذريني أمت قبل احتلال محلَّة ... لها في وجوه السائلين غضون
  سأفدي بمالي ماء وجهي إنني ... بما فيه من ماء الحياء ضنين(٣)
  في ليالي شهر رمضان:
  قال سوّار بن أبي شراعة: كان إخوان أبي يجتمعون عند الحسين بن أيوب بن جعفر بن سليمان في ليالي شهر رمضان، فيهم الرياشي والجمّاز، فقال أبي في ذلك:
  لو كنت من شيعة الجمّاز أقعدني ... مقاعدا قربهنّ الريف والشرّف
  لكنّني كنت للعباس متّبعا ... وليس في مركب العباس مرتدف(٤)
  قد بقيت من ليالي الشهر واحدة ... فعاودوا مالح البقّال وانصرفوا(٥)
  طلاقه ليلة عرس:
  قال: وتزوّج نديم لأبي شراعة يقال له بيّان(٦) امرأة، فاتفق عرسه في ليلة طلَّق فيها أبو شراعة امرأته، فعوتب في ذلك، وقيل: بات بيّان عروسا، وبتّ عزبا، فقال في ذلك:
  /
  رأت عرس بيّان فهبّت تلومني ... رويدك لوما فالمطلَّق أحوط
  رويدك حتى يرجع البرّ أهله ... ويرحم ربّ العرس من حيث يغبط
  إذا قال للطحّان عند حسابه ... أعد نظرا إني أظنك تغلط
(١) في نسخة: «أو أردف» بدل «إن أردف».
(٢) كذا في ف: ومعناه الذي يجري السحاب ليلا وهو اللَّه، وفي س، ب: «المثري. وقد يكون المراد بالمسري. السحاب نفسه، فمن أسمائه سارية، ويلاحظ في قوله:» نعم صديق «أنه لم يجر على المقياس في فاعل نعم وبئس.
(٣) كذا في ف وفي س، ب: «ماء الحياة» بدل «ماء الحياء».
(٤) كذا في ف وفي س، ب: «موكب» بدل «مركب». وفي هـ، هج: «تبعة» بتشديد الباء.
(٥) كذا في ف وهج وربما كان اسمه «المنهال».
(٦) في ف: «تبان» بدل «بيان».