أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه
  كذلك جرّبت الأمور وإنما ... يدلَّك ما قد كان قبل على البعد
  وظنّي بإبراهيم أنّ مكانه ... سيبعث يوما مثل أيامه النّكد(١)
  رأيت حسينا حين صار محمد ... بغير أمان في يديه ولا عقد(٢)
  فلو كان أمضى السيف فيه بضربة ... فصيّره بالقاع منعفر الخدّ
  إذا لم تكن للجند فيه بقية ... فقد كان ما خبّرت من خبر الجند
  هم قتلوه بعد أن قتلوا له ... ثلاثين ألفا من كهول ومن مرد
  وما نصروه عن يد سلفت له ... ولا قتلوه يوم ذلك عن حقد
  / ولكنه الغدر الصّراح وخفة ال ... حلوم وبعد الرأي عن سنن القصد
  فذلك يوم كان للناس عبرة ... سيبقى بقاء الوحي في الحجر الصّلد(٣)
  وما يوم إبراهيم إن طال عمره ... بأبعد في المكروه من يومه عندي
  تذكَّر أمير المؤمنين مقامه ... وأيمانه في الهزل منه وفي الجدّ
  أما والذي أمسيت عبدا خليفة ... له شرّ أيمان الخليفة والعبد
  إذا هزّ أعواد المنابر باسته ... تغنّى بليلى أو بميّة أو هند
  فو اللَّه ما من توبة نزعت به ... إليك ولا ميل إليك ولا ودّ
  / ولكنّ إخلاص الضمير مقرّب ... إلى اللَّه زلفى لا تخيب ولا تكدي
  أتاك بها طوعا إليك بأنفه ... على رغمه واستأثر اللَّه بالحمد
  فلا تتركن للناس موضع شبهة ... فإنك مجزيّ بحسب الذي تسدي
  فقد غلطوا للناس في نصب مثله ... ومن ليس للمنصور بابن ولا المهدي(٤)
  فكيف بمن قد بايع الناس والتقت ... ببيعته الركبان غورا إلى نجد
  ومن سكّ تسليم الخلافة سمعه ... ينادى به بين السّماطين من بعد
  وأي امرئ سمّى بها قطَّ نفسه ... ففارقها حتى يغيّب في اللَّحد
  وتزعم هذي النابتيّة أنّه ... إمام لها فيما تسرّ وما تبدي(٥)
  يقولون سنّيّ وأيّة سنّة ... تقوم بجون اللون صعل القفا جعد(٦)
(١) النكد: المشؤومة، جمع أنكد.
(٢) لعله يقصد بالحسين: والد طاهر بن الحسين الذي قتل الأمين.
(٣) الوحي: الكتابة.
(٤) في س، ب: «بالمنصور».
(٥) النابتية: أو النوابت - طائفة من الحشوية أحدثوا بدعا غريبة في الإسلام.
(٦) كذا في ف و «الديوان». وصعل القفا: كناية عن لؤم الحسب. وجعد: بخيل.