كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه

صفحة 41 - الجزء 23

  وقد جعلوا رخص الطعام بعهده ... زعيما له باليمن والكوكب السّعد

  إذا ما رأوا يوما غلاء رأيتهم ... يحنّون تحنانا إلى ذلك العهد

  وإقباله في العيد يوجف حوله ... وجيف الجياد واصطفاق القنا الجرد⁣(⁣١)

  ورجّالة يمشون بالبيض قبله ... وقد تبعوه بالقضيب وبالبرد

  / فإن قلت قد رام الخلافة غيره ... فلم يؤت فيما كان حاول من جدّ

  فلم أجزه إذ خيّب اللَّه سعيه ... على خطأ إذ كان منه ولا عمد⁣(⁣٢)

  ولم أرض بعد العفو حتّى رفعته ... وللعمّ أولى بالتّعهّد والرّفد⁣(⁣٣)

  فليس سواء خارجيّ رمى به ... إليك سفاه الرأي والرأي قد يردى

  تعاوت له من كل أوب عصابة ... متى يوردوا لا يصدروه عن الورد⁣(⁣٤)

  ومن هو في بيت الخلافة تلتقي ... به وبك الآباء في ذروة المجد

  فمولاك مولاه وجندك جنده ... وهل يجمع القين الحسامين في غمد؟

  وقد رابني من أهل بيتك أنّني ... رأيت لهم وجدا به أيّما وجد

  يقولون لا تبعد من ابن ملمّة ... صبور عليها النفس ذي مرّة جلد

  فدانا وهانت نفسه دون ملكنا ... عليه لذي الحال التي قلّ من يفدي⁣(⁣٥)

  على حين أعطى الناس صفق⁣(⁣٦) أكفّهم ... عليّ بن موسى بالولاية والعهد

  / فما كان فينا من أبى الضّيم غيره ... كريم كفى ما في القبول وفي الرّدّ

  وجرّد إبراهيم للموت نفسه ... وأبدى سلاحا فوق ذي ميعة نهد⁣(⁣٧)

  وأبلى ومن يبلغ من الأمر جهده ... فليس بمذموم وإن كان لم يجد

  فهذي أمور قد يخاف ذوو النهى ... مغبّتها واللَّه يهديك للرشد

  يزري بيحيى بن خاقان:

  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني عبد اللَّه بن الحسين القطربّليّ، عن جعفر بن محمد بن خلف قال:

  قال لي المعلَّى بن أيوب: كيف كان محلّ يحيى بن خاقان عند محمد بن عبد الملك ومقداره؟ فقلت له:


(١) يوجف حوله: يسرع، وفي ف و «الديوان» «اصطكاك»: بدل «اصطفاق» وهما بمعنى واحد، وهو اهتزاز وتحرك.

(٢) كذا في ف وفي س، ب و «الديوان»: «على عمد».

(٣) في هج، هد «ولم أر» بدل «ولم أرض» وفي «الديوان» هج: «رفدته» بدل «رفعته».

(٤) كذا في ف و «الديوان» ومعناه اجتمعوا وفي س، ب «تعادت» بدل «تعاوت».

(٥) في «الديوان»: «عليه على الحين الذي قل من يفدي».

(٦) ف: «صفو».

(٧) ذو ميعة: أول جري الفرس ونشاطه. نهد: جسيم مشرف.