كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه

صفحة 42 - الجزء 23

  سمعت محمدا يذكره، فقال: هو مهزول الألفاظ، عليل المعاني سخيف العقل، ضعيف العقدة⁣(⁣١)، واهي العزم مأفون الرأي.

  لا يلبس القباء:

  قال عبد اللَّه:

  ولما تولى محمد بن عبد الملك الوزارة، اشترط ألَّا يلبس القباء، وأن يلبس الدّرّاعة⁣(⁣٢) ويتقلَّد عليها سيفا بحمائل، فأجيب إلى ذلك.

  من لا يرحم لا يرحم:

  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني أبو ذكوان، قال: حدّثني طمّاس، قال ميمون بن هارون:

  كان محمد بن عبد الملك، يقول: الرّحمة خور في الطبيعة، وضعف في المنّة، ما رحمت شيئا قط. فكانوا يطعنون عليه في دينه بهذا القول، فلما وضع في الثّقل⁣(⁣٣) والحديد قال: ارحموني، فقالوا له: وهل رحمت شيئا قطَّ فترحم! هذه شهادتك على نفسك وحكمك عليها.

  أخبرني الصوليّ: قال: حدّثني أبو ذكوان، قال: حدّثني طماس، قال:

  جاء أبو دنقش الحاجب إلى محمد بن عبد الملك برسالة من المعتصم ليحضر، فدخل ليلبس ثيابه، ورأى ابن دنقش الحاجب غلمانا لهم روقة⁣(⁣٤) فقال: وهو يظنّ أنه لا يسمع:

  وعلى اللواط فلا تلومن كاتبا ... إن اللَّواط سجيّة الكتّاب

  فقال محمد له:

  وكما اللواط سجية الكتّاب ... فكذا الحلاق سجيّة الحجّاب⁣(⁣٥)

  لا اعتذار مع القصاص:

  فاستحيا ابن دنقش، واعتذر إليه، فقال له: إنما يقع العذر لو لم يقع الاقتصاص فأما وقد كافأتك فلا.

  يرثي سكرانة:

  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني محمد بن موسى، قال:

  أنشدني الحسن بن وهب لمحمد بن عبد الملك أبياتا، يرثي بها سكرانة أمّ ابنه عمر، وجعل الحسن يتعجب من جودتها، ويقول:


(١) العقدة: الولاية.

(٢) الدراعة: ثوب كالجبة مشقوق المقدم يعمل من الصوف خاصة.

(٣) في هج، هد «في النثور والحديد» بدل «في الثقل والحديد».

(٤) غلمان لهم روقة: حسان، جمع رائق.

(٥) الحلاق: داء الأبنة.