أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه
  سمعت محمدا يذكره، فقال: هو مهزول الألفاظ، عليل المعاني سخيف العقل، ضعيف العقدة(١)، واهي العزم مأفون الرأي.
  لا يلبس القباء:
  قال عبد اللَّه:
  ولما تولى محمد بن عبد الملك الوزارة، اشترط ألَّا يلبس القباء، وأن يلبس الدّرّاعة(٢) ويتقلَّد عليها سيفا بحمائل، فأجيب إلى ذلك.
  من لا يرحم لا يرحم:
  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني أبو ذكوان، قال: حدّثني طمّاس، قال ميمون بن هارون:
  كان محمد بن عبد الملك، يقول: الرّحمة خور في الطبيعة، وضعف في المنّة، ما رحمت شيئا قط. فكانوا يطعنون عليه في دينه بهذا القول، فلما وضع في الثّقل(٣) والحديد قال: ارحموني، فقالوا له: وهل رحمت شيئا قطَّ فترحم! هذه شهادتك على نفسك وحكمك عليها.
  أخبرني الصوليّ: قال: حدّثني أبو ذكوان، قال: حدّثني طماس، قال:
  جاء أبو دنقش الحاجب إلى محمد بن عبد الملك برسالة من المعتصم ليحضر، فدخل ليلبس ثيابه، ورأى ابن دنقش الحاجب غلمانا لهم روقة(٤) فقال: وهو يظنّ أنه لا يسمع:
  وعلى اللواط فلا تلومن كاتبا ... إن اللَّواط سجيّة الكتّاب
  فقال محمد له:
  وكما اللواط سجية الكتّاب ... فكذا الحلاق سجيّة الحجّاب(٥)
  لا اعتذار مع القصاص:
  فاستحيا ابن دنقش، واعتذر إليه، فقال له: إنما يقع العذر لو لم يقع الاقتصاص فأما وقد كافأتك فلا.
  يرثي سكرانة:
  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني محمد بن موسى، قال:
  أنشدني الحسن بن وهب لمحمد بن عبد الملك أبياتا، يرثي بها سكرانة أمّ ابنه عمر، وجعل الحسن يتعجب من جودتها، ويقول:
(١) العقدة: الولاية.
(٢) الدراعة: ثوب كالجبة مشقوق المقدم يعمل من الصوف خاصة.
(٣) في هج، هد «في النثور والحديد» بدل «في الثقل والحديد».
(٤) غلمان لهم روقة: حسان، جمع رائق.
(٥) الحلاق: داء الأبنة.