أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه
  ونديم سارق خاتلني ... وهو عندي غير مذموم الخلق
  ضاعف الكور على هامته ... وطوى منديلنا طيّ الخرق
  يا أبا دهمان لو جاملتنا ... لكفيناك مئونات السّرق
  ترجوه فتحرمه:
  أخبرنا أبو مسلم محمد بن بحر الأصبهاني، قال:
  كنت عند أبي الحسين بن أبي البغل لما انصرف عن بغداد بعد إشخاصه إليها للوزارة وبطلان ما نذره من ذلك ورجوعه، فجعل يحدّثنا بخبره، ثم قال: للَّه درّ محمد بن عبد الملك الزيات حيث(١) يقول:
  ما أعجب الشيء ترجوه فتحرمه ... قد كنت أحسب أنّي قد ملأت يدي
  ما لي إذا غبت لم أذكر بصالحة ... وإن مرضت فطال السّقم لم أعد(٢)
  يتبادلان المدح:
  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني عون بن محمد الكنديّ، قال: حدّثني عبد اللَّه بن العباس بن الفضل بن الربيع، قال:
  وصفني محمد بن عبد الملك للمعتصم، وقال: ما له نظير في ملاحة الشعر والغناء والعلم بأمور الملوك، فلقيته فشكرته، وقلت: جعلت فداءك! أتصف شعري وأنت أشعر الناس؟ ألست القائل:
  ألم تعجب لمكتئب حزين ... خدين صبابة وحليف صبر
  يقول - إذا سألت به -: بخير ... وكيف يكون مهجور بخير؟
  قال: وأين هذا، من قولك؟
  يقول لي كيف أصب ... حت كيف يصبح مثلي
  ماء ولا كصدّاء(٣)، ومرعى ولا كالسّعدان(٤).
  لا ينتصف من ساقط أحمق:
  أخبرني الصوليّ، قال: حدّثني عون بن محمد: قال: لقي الكنجيّ(٥) محمد بن عبد الملك فسلَّم عليه فلم يجبه، فقال الكنجيّ:
وقد ترقم بأسلاك الذهب.
(١) في م، أ: «حين» بدل «حيث».
(٢) في هد، هج «بواحدة» بدل «بصالحة».
(٣) صداء: ركية ما عندهم أعذب منها.
(٤) السعدان: نبت من أفضل ما يرعى.
(٥) ب، س: «الكتنبجي».