كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الغريض وأخباره

صفحة 582 - الجزء 2

  صوت

  قفي البغلة الشهباء باللَّه سلَّمي ... عزيزة⁣(⁣١) ذات الدّلّ والخلق الجزل

  فلمّا تواقفنا عرفت الذي بها ... كمثل الذي بي حذوك النّعل بالنّعل

  فقلن لها هذا عشاء وأهلنا ... قريب ألمّا تسأمي مركب البغل

  عروضه من الطويل. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لمعبد في الأوّل والثاني ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو بن بانة وعليّ بن يحيى، وقيل إنه لمالك. ولابن محرز في الثاني والثالث خفيف ثقيل أوّل بالبنصر عن الهشاميّ.

  ولابن سريج في الأوّل ثقيل والثاني خفيف آخر بالوسطى⁣(⁣٢) وهو الذي فيه استهلال. ولمالك في الثاني والثالث ثاني ثقيل بالبنصر. ولإبراهيم فيهما⁣(⁣٣) خفيف ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى عن ابن المكَّيّ.

  ومنها:

  صوت

  يا أبا الحارث قلبي طائر ... فاستمع⁣(⁣٤) قول رشيد مؤتمن

  ليس حبّ فوق ما أحببتكم ... غير أن أقتل نفسي أو أجن

  حسن الوجه نقيّ لونه ... طيب النّشر لذيذ المحتضن

  / عروضه من الرّمل⁣(⁣٥). الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو، وقيل: إنه لابن عائشة: وذكر ابن المكَّيّ أنه للغريض في الثاني والثالث، وفيهما رمل يقال إنه لأهل مكة، ويقال: إنه لعبد اللَّه بن يونس صاحب أيلة⁣(⁣٦). وفيه ثقيل أوّل ذكر حبش أنه لابن سريج، وذكر غيره⁣(⁣٧) أنه لمحمد ابن السّنديّ المكَّيّ، وأنه غنّاه بحضرة إسحاق فأخذه عنه.

  أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو غسّان محمد بن يحيى قال:

  كان ابن عائشة يغنّي الهزج والخفيف؛ فقيل له: إنك لا تستطيع أن تغنّي غناء شجيّا ثقيلا؛ فغنّى:

  يا أبا الحارث قلبي طائر


(١) في ح، ء، ط: «غريرة».

(٢) كذا في ب، س. وفي ح: «في الأول والثاني خفيف ثقيل آخر بالوسطى». وفيء، أ، م: «في الأول والثاني خفيف آخر بالوسطى».

(٣) في ط: «فيها».

(٤) انظر الحاشية رقم ٥ ص ٣٧٠ من هذا الجزء.

(٥) كذا في أ، م وهو الصواب. وفي سائر النسخ: «المديد» وهو خطأ.

(٦) أيلة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي في أوّل الحجاز وآخر الشام. وقال أبو المنذر، سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم #، وقد ورد هذا الاسم هكذا في جميع النسخ هنا، ولهذا نصحح ما ورد في الجزء الأول طبع الدار ص ١٥٨ فقد ورد هناك «الأبلي» نقلا عن النسخة التيمورية التي انفردت بذكر هذا العلم على نحو ما أثبت هناك.

(٧) كذا في أغلب النسخ. وفي ط: «عمرو».