أخبار الحسن بن وهب
  وجدت بخط محمد بن يزيد: كتب أبو تمام إلى الحسن بن وهب يستسقيه نبيذا:
  جعلت فداك عبد اللَّه عندي ... بعقب الهجر منه والبعاد
  له لمة(١) من الكتّاب بيض ... قضوا حقّ الزيارة والوداد
  وأحسب يومهم إن لم تجدهم ... مصادف دعوة منهم جماد(٢)
  فكم يوم من الصهباء سار ... وآخر منك بالمعروف غاد
  فهذا يستهلّ على غليلي ... وهذا يستهلّ على تلادي
  فيسقي ذا مذانب كلّ عرق ... وينزع ذا قرارة كلّ واد
  دعوتهم عليك وكنت ممّن ... نعيّنه على العقد الجياد
  قال: فوجّه إليه بمائة دينار ومائة دنّ نبيذا.
  هو وأبو تمام يزوران أبا نهشل:
  قال محمد بن داود بن الجراح:
  زار الحسن بن وهب وأبو تمام أبا نهشل بن حميد، فبدأ أبو تمام، فقال:
  أغصّك اللَّه أبا نهشل
  ثم قال للحسن أجز: فقال:
  بخدّ ريم شادن أكحل
  ثم قال: أجزيا أبا نهشل، فقال:
  نطمع في الوصل فإن رمته ... صار مع العيّوق في منزل(٣)
  من كتبه إلى أبي تمام:
  أخبرني جعفر بن محمد بن قدامة بن زياد الكاتب: قال:
  كتب الحسن بن وهب إلى أبي تمام، وقد قدم من سفر: جعلت فداءك ووقاءك وأسعدني اللَّه بما أوفى عليّ من مقدمك، وبلغ الوطر كلّ الوطر بانضمام اليد عليك، وإحاطة الملك بك، وأهلا وسهلا، فقرّب اللَّه دارا قرّبتك، وأحيا ركابا أدّتك، وسقى بلادا يلتقي ليلها ونهارها عليك، وجعلك اللَّه في أحصن معاقله، وأيقظ محارسه وأبعدهما على الحوادث مراما برحمته.
  يدافع عن أبي تمام:
  أخبرني الحسن بن علي: قال: حدّثنا محمد بن موسى: قال:
(١) لعلها مخفف لمة أي أصحاب.
(٢) جماد كلمة تقال للبخيل ذما له.
(٣) العيوق: نجم أحمر في طرف المجرة الأيمن.