كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العطوي

صفحة 98 - الجزء 23

  الشادن⁣(⁣١) الغرير، على العيدان والطَّنابير، قد ملكت بأوقار الدراهم والدّنانير.

  دعوة سبقتها تلبيتها:

  قرأت في بعض الكتب بغير إسناد: أنّ العطوي كان يوما جالسا في منزله، وطرقه صديق له ممن كان يغنّي⁣(⁣٢) بسرّ من رأى، فقال له: قد أهديت إليك جواريّ اليوم ونبيذا يكفيك، وحسبك بالكفاية. وأقام عنده، فدخل عليه غلام أمرد أحسن من القمر، فاحتبسوه وكتب العطويّ إلى صديق له من أهل الأدب:

  يومنا طيّب به حسن القصف وحثّ الأرطال والكاسات

  ما ترى البرق كيف يلمع فيه ... ورشاشا يبلّ في الساعات

  ولدينا ظبي غرير ظريف ... قد غنينا به عن القينات⁣(⁣٣)

  إن تخلَّفت بعد ما تصل الرّ ... قعة عنّا فأنت في الأموات

  فأجابه الرجل فقال:

  أنا في إثر رقعتي فاعلمن ذا ... ك على أنّني من البيّات

  فأفهم الشّرط بيننا لا تقل لي ... قد تثاقلت فانصرف بحياتي

  لا لسوء لكن لأمتع نفسي ... بحديث الظبي الغرير المواتي⁣(⁣٤)

  صوت

  أيا بيت ليلى إنّ ليلى مريضة ... برادان لا خال لديها ولا ابن عمّ⁣(⁣٥)

  ويا بيت ليلى لو شهدتك أعولت ... عليك رجال من فصيح ومن عجم

  ويا بيت ليلى لا يبست⁣(⁣٦) ولا تزل ... بلادك سقياها من الواكف الدّيم

  الشعر لمرة بن عبد اللَّه النّهدي، والغناء لأحمد النّصيبي ثقيل أول بالوسطى، يقال إنه لحنين.


(١) الشادن: الغلام من شدن الظبي إذا ترعرع، وفي هج: «غناء الزرازير».

(٢) هج، هد: «يقين» أي: يبيع القيان.

(٣) في ف: «عن الفتيات».

(٤) كذا في ف وفي س، ب: «لا لسر» بدل «لا لسوء».

(٥) في ف، وفي س وب: «عمم».

(٦) في ف: «نسيت».