كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سليمان بن وهب

صفحة 111 - الجزء 23

  قد ذقت حلوّا وذقت مرّا ... كذاك عيش الفتى ضروب

  ما مرّ بؤس ولا نعيم ... إلا ولي فيهما نصيب

  فيه رمل محدث لا أعرف صانعه.

  بينه وبين علي بن يحيى:

  وذكر يحيى بن عليّ بن يحيى أنّ جفوة نالت أباه من سليمان بن وهب فكتب إليه:

  /

  جفاني أبو أيوب نفسي فداؤه ... فعاتبته كيما يريع ويعتبا

  فو اللَّه لولا الضنّ مني بودّه ... لكان سهيل من عتابيه أقربا⁣(⁣١)

  فكتب إليه سليمان:

  ذكرت جفائي وهو من غير شيمتي ... وإنّي لدان من بعيد تقرّبا

  فكيف بخلّ لي أضنّ بودّه ... وأصفيه ودّا ظاهرا ومغيّبا

  عليّ بن يحيى لا عدمت إخاءه ... فما زال في كلّ الخصال مهذّبا

  ولكنّ أشغالا غدت⁣(⁣٢) وتواترت ... فلما رأيت الشغل عاق وأتعبا

  وكنت إلى عذر الأخلَّاء إنّهم ... كرام وإن كان التواصل أوجبا

  فإن يطَّلب⁣(⁣٣) منّي عتابك أوبة ... ببرّ تجدني بالأمانة معتبا

  قبلة بقبلة:

  أخبرني محمد بن العباس اليزيدي عن عمه: قال:

  كان سليمان بن وهب - وهو حدث - يتعشّق إبراهيم بن سوّار بن شداد بن ميمون، وكان من أحسن الناس وجها وأملحهم أدبا وطرفا، وكان إبراهيم هذا يتعشق جارية مغنّية يقال لها رخاص، فاجتمعوا يوما فسكر إبراهيم ونام، فرأت رخاص سليمان يقبّله، فلما انتبه لامته، وقالت: كيف أصفو لك وقد رأيت سليمان يقبّلك؟ فهجره إبراهيم، فكتب إليه سليمان:

  قل للذي ليس لي من ... جوى هواه خلاص

  أئن لثمتك سرّا ... وأبصرتني رخاص

  وقال لي ذاك قوم ... على اغتيابي حراص⁣(⁣٤)

  / هجرتني وأتتني ... شتيمة وانتقاص


(١) كذا في ف، وفي س، ب: «الظن» بدل «الضن».

(٢) ف: «عرت».

(٣) ف:

«فإن يطلبن»

(٤) في ف:

«وقال في ذاك قوم»