كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار يوسف بن الحجاج ونسبه

صفحة 159 - الجزء 23

  فإذا أجاب فقل هل ... مّ إلى شهادة ذي الغريم

  واتبع للذّتك الهوى ... ودع الملامة للمليم

  قال: وهذا الشعر يقوله لصديق له رآه قد علا غلاما له، فخاطبه به.

  ومن مشهور قوله في هذا المعنى:

  لا تنيكنّ ما حبيت ... غلاما مكابره

  لا تمرّنّ باسته ... دون دفع المؤامره

  / إن هذا اللَّواط دين ... تراه الأساوره⁣(⁣١)

  وهم فيه منصفو ... ن بحسن المعاشره

  ومن قوله في هذا المعنى أيضا هذه الأبيات:

  ضع كذا صدرك لي يا سيدي ... واتّخذ عندي إلى الحشريدا

  إنّما ردفك سرج مذهب ... كشف البزيون عنه فبدا⁣(⁣٢)

  فأعرنيه ولا تبخل به ... ليس يبليه ركوبي أبدا

  بل يصفّيه ويجلوه ولا ... أثر ترآه فيه أبدا

  فادن يا حبّ وطب نفسا به ... إنّ ذاك الدّين تقضاه غدا

  لا يحب القيان:

  أخبرني إسماعيل بن يونس، قال: حدّثني عمر بن شبّة عن أحمد بن صالح الهاشمي، قال:

  هجا يوسف بن الصيقل القيان، فقال:

  احذر فديتك ما حي ... يت حبائل المتشاكلات

  فلهنّ يفلسن الفتى ... وكفى بهنّ مفلسات

  ويل امرئ غرّ تجي ... هـ رقاعهنّ مختّمات

  ورقاعهنّ إليهم ... برقي القحاب مسطَّرات⁣(⁣٣)

  وعلى القيادة رسله ... نّ إذا بعثن مدرّبات

  يهدمن أكياس الغنيّ ... من المؤنة والهبات

  حفر العلوج سواقيا ... للماء في الأرض الموات


(١) الأساورة: قواد الفرس أو الجيد والرمي بالسهام. وفي «المختار»: «الأكاسرة».

(٢) البزيون: السندس وهو رقيق الديباج.

(٣) الروي في هذا البيت وما بعده قياسه الرفع، لذلك يحسن تسكين الروي في القصيدة كلها على أن البحر دخله التذييل لا الترفيل.