كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن يحيى وخروجه وقتله

صفحة 169 - الجزء 23

  ولأبكينّ إذا خلو ... ت مع الكلاب العاويه

  ولأثنينّ على قدي ... د بسوء ما أبلانيه

  في هذه الأبيات هزج قديم يشبه أن يكون لطويس أو بعض طبقته.

  عمرو بن الحسن يذكر وقعة قديد:

  وقال عمرو بن الحسن⁣(⁣١) الكوفيّ مولى بني تميم يذكر وقعة قديد وأمر مكة ودخولهم إياها، وأنشدنيها الأخفش عن السّكريّ والأحول وثعلب لعمر وهذا، وكان يستجيدها ويفضّلها:

  ما بال همّك ليس عنك بعازب ... يمري سوابق دمعك المتساكب

  وتبيت تكتلئ النجوم بمقلة ... عبري تسرّ بكلّ نجم دائب

  / حذر المنية أن تجيء بداهة ... لم أقض من تبع الشّراة مآربي

  فأقود فيهم للعدا شنج النّسا ... عبل الشّوى أسوان ضمر الحالب⁣(⁣٢)

  متحدّرا كالسيّد أخلص لونه ... ماء الحسيك مع الحلال اللاتب⁣(⁣٣)

  أرمي به من جمع قومي معشرا ... بورا إلى جبريّة ومعايب⁣(⁣٤)

  في فتية صبر ألفّهم به ... لفّ القداح يد المفيض الضارب⁣(⁣٥)

  فندور نحن وهم وفيما بيننا ... كأس المنون تقول: هل من شارب؟

  / فنظلّ نسقيهم ونشرب من قنا ... سمر ومرهفة النّصول قواضب

  بينا كذلك نحن جالت طعنة ... نجلاء بين رها وبين ترائب⁣(⁣٦)

  جوفاء منهرة ترى تامورها ... ظبتا سنان كالشّهاب الثاقب⁣(⁣٧)

  أهوي لها شقّ الشّمال كأنني ... حفض لقى تحت العجاج العاصب

  يا رب أوحيها ولا تتعلَّقن ... نفسي المنون لدى أكفّ قرائب⁣(⁣٨)

  كم من أولى مقة صحبتهم شروا ... فخذلتهم ولبئس فعل الصاحب

  متأوّهين كأنّ في أجوافهم ... نارا تسعّرها أكفّ حواطب


(١) في «معجم الشعراء»: «عمرو بن الحسن»، وفي هج: «عمرو بن الحصين الأباضي الكوفي».

(٢) فرس شنج النسا: صفة مدح، أي لم تسترخ رجلاه، وكذلك عبل الشوى: ضخم الأطراف وفي ف: «أشران» بدل «أسوان».

(٣) ف «اللاعب»، وفي هج «كالسيف» بدل «كالسيد» واللاتب: اللَّاصق.

(٤) «معشرا بورا»: هلكى، وفي ف: «حورا».

(٥) في ف:

«أكفهم به كف»

(٦) بين رها وبين ترائب: الفتح بين الرجلين.

(٧) منهرة: موسعة، التأمور والتامور: هنا الوعاء.

(٨) في ف: «أوحبها» وفي ف: «أقاربي».