خبر عبد الله بن يحيى وخروجه وقتله
  ولأبكينّ إذا خلو ... ت مع الكلاب العاويه
  ولأثنينّ على قدي ... د بسوء ما أبلانيه
  في هذه الأبيات هزج قديم يشبه أن يكون لطويس أو بعض طبقته.
  عمرو بن الحسن يذكر وقعة قديد:
  وقال عمرو بن الحسن(١) الكوفيّ مولى بني تميم يذكر وقعة قديد وأمر مكة ودخولهم إياها، وأنشدنيها الأخفش عن السّكريّ والأحول وثعلب لعمر وهذا، وكان يستجيدها ويفضّلها:
  ما بال همّك ليس عنك بعازب ... يمري سوابق دمعك المتساكب
  وتبيت تكتلئ النجوم بمقلة ... عبري تسرّ بكلّ نجم دائب
  / حذر المنية أن تجيء بداهة ... لم أقض من تبع الشّراة مآربي
  فأقود فيهم للعدا شنج النّسا ... عبل الشّوى أسوان ضمر الحالب(٢)
  متحدّرا كالسيّد أخلص لونه ... ماء الحسيك مع الحلال اللاتب(٣)
  أرمي به من جمع قومي معشرا ... بورا إلى جبريّة ومعايب(٤)
  في فتية صبر ألفّهم به ... لفّ القداح يد المفيض الضارب(٥)
  فندور نحن وهم وفيما بيننا ... كأس المنون تقول: هل من شارب؟
  / فنظلّ نسقيهم ونشرب من قنا ... سمر ومرهفة النّصول قواضب
  بينا كذلك نحن جالت طعنة ... نجلاء بين رها وبين ترائب(٦)
  جوفاء منهرة ترى تامورها ... ظبتا سنان كالشّهاب الثاقب(٧)
  أهوي لها شقّ الشّمال كأنني ... حفض لقى تحت العجاج العاصب
  يا رب أوحيها ولا تتعلَّقن ... نفسي المنون لدى أكفّ قرائب(٨)
  كم من أولى مقة صحبتهم شروا ... فخذلتهم ولبئس فعل الصاحب
  متأوّهين كأنّ في أجوافهم ... نارا تسعّرها أكفّ حواطب
(١) في «معجم الشعراء»: «عمرو بن الحسن»، وفي هج: «عمرو بن الحصين الأباضي الكوفي».
(٢) فرس شنج النسا: صفة مدح، أي لم تسترخ رجلاه، وكذلك عبل الشوى: ضخم الأطراف وفي ف: «أشران» بدل «أسوان».
(٣) ف «اللاعب»، وفي هج «كالسيف» بدل «كالسيد» واللاتب: اللَّاصق.
(٤) «معشرا بورا»: هلكى، وفي ف: «حورا».
(٥) في ف:
«أكفهم به كف»
(٦) بين رها وبين ترائب: الفتح بين الرجلين.
(٧) منهرة: موسعة، التأمور والتامور: هنا الوعاء.
(٨) في ف: «أوحبها» وفي ف: «أقاربي».