كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن يحيى وخروجه وقتله

صفحة 179 - الجزء 23

  قتلنا دعيسا والذي يكتني الكنى ... أبا حمزة الغاوي المضلّ اليمانيا

  وأبرهة الكنديّ خاضت رماحنا ... وبلجا صبحناه الحتوف القواضيا⁣(⁣١)

  وما تركت أسيافنا منذ جرّدت ... لمروان جبّارا على الأرض عاديا⁣(⁣٢)

  مطولة في رثاء الشراة:

  قال المدائني:

  وبعث عبد الملك بن عطية رأس عبد اللَّه بن يحيى مع ابنه يزيد بن عبد الملك إلى مروان.

  وقال عمرو بن الحصين - ويقال: الحسن العنبري - مولى لهم يرثي عبد اللَّه بن يحيى وأبا حمزة. وهذه القصيدة التي في أولها الغناء المذكور أول هذه الأخبار:

  هبّت قبيل تبلَّج الفجر ... هند تقول ودمعها يجري

  أن أبصرت عيني مدامعها ... ينهلّ واكفها على النّحر

  أنّي اعتراك وكنت عهدي لا ... سرب الدموع وكنت ذا صبر

  أقذى بعينك ما يفارقها ... أم عائر⁣(⁣٣) أم مالها تذري؟

  أم ذكر أخوان فجعت بهم ... سلكوا سبيلهم على خبر

  فأجبتها بل ذكر مصرعهم ... لا غيره عبراتها تمري

  يا ربّ أسلكني سبيلهم ... ذا العرش واشدد بالتّقى أزري

  / في فتية صبروا نفوسهم ... للمشرفيّة والقنا السّمر

  تاللَّه ألقى الدهر مثلهم ... حتى أكون رهينة القبر

  أوفي بذمتهم إذا عقدوا ... وأعفّ عند العسر واليسر

  متأهّلين لكلّ صالحة ... ناهين من لاقوا عن النّكر

  صمت إذا احتضروا مجالسهم ... وزن لقول خطيبهم وقر⁣(⁣٤)

  إلَّا تجيبهم فإنهمم ... رجف القلوب بحضرة الذّكر⁣(⁣٥)

  متأوّهون كأنّ جمر غضا ... للخوف بين ضلوعهم يسرى

  تلقاهم إلَّا كأنّهم ... لخشوعهم صدروا عن الحشر


(١) في ف: «السيوف» بدل «الحتوف».

(٢) في ف: «حسادا» بدل «جبارا».

(٣) كذا في أ، ف ومعناه: كل ما أعل العين كالعوار، وفي س، ب: «عابر».

(٤) في ف: «أذن»، ووقر جمع وقور، أي رزين، وسكنت العين.

(٥) في ف: «إلا تحيّهم».