كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الغريض وأخباره

صفحة 595 - الجزء 2

  صوت

  علقت الهوى منها وليدا فلم يزل ... إلى اليوم ينمي حبها ويزيد

  وأفنيت عمري في انتظاري نوالها ... وأفنت بذاك الدهر وهو جديد

  فلا أنا مردود بما جئت طالبا ... ولا حبّها فيما يبيد يبيد

  وما أنس م الأشياء لا أنس قولها ... وقد قرّبت نضوي أمصر تريد

  ولا قولها لولا العيون التي ترى ... لزرتك فاعذرني فدتك جدود

  إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي ... من الحبّ قالت ثابت ويزيد

  وإن قلت ردّي بعض عقلي أعش به ... تولَّت⁣(⁣١) وقالت ذاك منك بعيد

  / عروضه من الطويل. الشعر لجميل بن معمر. والغناء لمعبد في الأوّل والثاني والثالث والسادس والسابع. ولحنه ثقيل أوّل بالسّبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق وعمرو بن بانة. وذكر عمرو والهشاميّ أنّ فيه ثقيلا أوّل آخر للهذليّ، وأنّ فيه خفيف ثقيل ينسب إلى معبد وإلى الغريض وإلى إبراهيم، أوّله: «وما أنس م الأشياء». وفي الأربعة الأبيات الأول ثاني ثقيل بالبنصر لابن⁣(⁣٢) أبي قباحة. ولإسحاق في الثالث والسادس ثاني ثقيل آخر بالوسطى عن الهشاميّ. وأوّل هذه القصيدة فيه غناء أيضا، وهو موصول بأبيات أخر:

  صوت

  ألا ليت ريعان⁣(⁣٣) الشباب جديد ... ودهرا تولَّى يا يا بثين يعود

  فنغنى كما كنّا نكون وأنتم ... قريب وما قد تبذلين زهيد

  ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بوادي القرى⁣(⁣٤) إنّي إذا لسعيد

  وهل ألقين سعدى من الدهر ليلة ... وما رثّ من حبل الصفاء جديد

  فقد تلتقي الأهواء بعد تفاوت ... وقد تطلب الحاجات وهي بعيد

  في البيتين الأوّلين خفيف ثقيل مطلق في مجرى البنصر، ذكر حبش أنّه لإسحاق؛ وليس يشبه أن يكون له.

  وفي الثالث وما بعده لابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر عن حبش أيضا.

  قال ابن أبي ربيعة في شعر له القريض فغيره الغريض باسمه لما غناه

  أخبرني إسماعيل بن يونس إجازة قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أبو غسّان قال حدّثني الوليد بن هشام عن


(١) في أ، م وهامش ط: «مع الناس قالت الخ».

(٢) كذا ورد هذا الاسم في جميع الأصول. ولم نقف عليه ولا على ضبطه بعد البحث عنه في المعاجم التي بأيدينا.

(٣) ريعان الشباب: أوّله.

(٤) وادي القرى: واد بين المدينة والشام وهو بين تيماء وخيبر، فيه قرى كثيرة. قال ياقوت في «معجم البلدان» في اسم «القرى»: «قال أبو المنذر: سمي وادي القرى لأن الوادي من أوّله إلى آخره قرى منظومة وكانت من أعمال البلاد، وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة، إلا أنها في وقتنا هذا كلها خراب ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد».