ذكر نسب القطامي وأخباره
  فإن لم يثأروا من قد أصابوا ... فكانوا أعبدا لبني كلاب
  أبعد بني الجلاح ومن تركتم ... بجانب كوكب تحت التراب
  تطيب لغائر منكم حياة ... ألا لا عيش للحيّ المصاب
  فاجتمعوا فقاتلهم عمير، وأصاب فيهم، ثم أغار فلقي جمعا منهم بالجوف فقتلهم، ثم أغار عليهم بالسّماوة فقتل منهم مقتلة عظيمة، فقال عمير:
  ألا يا هند هند بني الجلاح ... سقيت الغيث من قلل السّحاب
  ألمّا تخبري عنّا بأنّا ... نردّ الكبش أعضب في تباب
  ألا يا هند لو عاينت يوما ... لقومك لامتنعت من الشّراب
  غداة ندوسهم بالخيل حتّى ... أباد القتل حيّ بني جناب
  ولو عطفت مواساة حميدا ... لغودر شلوه جزر الذّئاب(١)
  / وذكر زياد بن يزيد بن عمير بن الحباب، عن أشياخ قومه، قال: خرج عمير فأغار على قومه(٢) أيضا يوم الغوير، فلمّا دنا من الغوير وصار بين حميد ودمشق دعا رجلا من بني نمير، وقال له: سر الآن حتى تأتي حميد بن بحدل، فقل له: أجب، / فإن قال: من؟ فقل: صاحب عقد(٣) خرج قبل ذلك بيومين من دمشق، فإن جاء معك فلا تهجه حتى تأتيني به، فنكون نحن الذين نلي منه ما نريد أن نلي، فإنّه إن ركب الحساميّة لم يدرك. فأتاه النميريّ فقال: أجب، فقال: ومن؟ قال: فلان بن فلان صاحب العقد. قال: فركب ابن بحدل الحسامية. ثم خرج يسير في أثر النّميريّ، حتى طلع النميريّ على عمير، فقال النميريّ في نفسه: أقتله أنا أحبّ إليّ من أن يقتله عمير لقتله الحسام بن سالم، فعطف عليه، وولَّى حميد، وأتّبعه عمير وأصحابه، وترك العسكر، وأمرهم عمير أن يميلوا إلى القوم(٤)، فذلك حيث يقول لفرسه:
  أقدم صدام إنّه ابن بحدل
  فاستباح(٥) عسكر ابن بحدل وانصرف.
  ثم أغار عليهم يوم دهمان كما ذكر عون بن حارثة بن عديّ بن جبلة أحد بني زهير عن أبيه: قال:
  أغار عمير على كلب، فأخذ الأموال، وقتل الرّجال، وبلغ ابن بحدل مخرجه من الجزيرة، فجمع له، ثم خرج يعارضه، حتى إذا دنا منهم بعث العين يأخذ لهم(٦) أثر القوم، فأتاه العين فأخبره أنّ عميرا قد أتى دهمان فاستباح فيهم(٧)، ثم خلَّف عسكره وخرج هو في طلب قوم قد سمع بهم، فقال حميد لأصحابه: تهيئوا للبيات،
(١) ج: «حذر الذئاب».
(٢) س: «قومهم».
(٣) س: «صاحب عقل».
(٤) ج: على الغوير بدل: إلى القوم.
(٥) ج، س بعد البيت: وأمر أصحابه أن يميلوا إلى الغوير فاستباح. ولا داعي لزيادتها وقد سبقت قبل ذلك.
(٦) «لهم»: لم ترد في ج، س.
(٧) ج: «فيه».