كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 209 - الجزء 24

  لقد بدّلت بعدي وجه سوء ... وآثارا بجلدك يا بن كعب

  فقلت لها كذلك من يلاقي ... عتاق الخيل تحمل كل صعب

  وقال المجير بن أسلم القشيريّ:

  أصبحت أمّ معمر عذلتني ... في ركوبي إلى منادي الصّباح

  فدعيني أفيد قومك مجدا ... تندبيني به لدى الأنواح

  كلّ حيّ أذقت نعمي وبؤسى ... ببني عامر الطَّوال الرّماح

  وصدمنا⁣(⁣١) كلبا فبين قتيل ... أو سليب مشرّد من جراح

  وأتونا بكلّ أجرد صاف ... ورجال معدّة وسلاح

  وقال أيضا:

  أبلغ عامرا عنّي رسولا ... وأبلغ إن عرضت بني جناب

  هلمّ إلى جياد مضمرات ... وبيض لا تفلّ من الضّراب

  / وسمر في المهزّة ذات لين ... نقيم بهنّ من صعر الرّقاب

  إذا حشدت سليم حول بيتي ... وعامرها المركَّب في النّصاب

  فمن هذا يقارب فخر قومي ... ومن هذا الذي يرجوا اغتصابي؟

  وقال زفر بن الحارث:

  يا كلب قد كلب الزّمان⁣(⁣٢) عليكم ... وأصابكم منّي عذاب مرسل

  أيهولنا يا كلب أصدق شدّة ... يوم اللَّقاء أم الهويل الأوّل

  إنّ السّماوة لا سماوة فالحقي ... بالغور فالأفحاص بئس الموئل

  فجنوب عكَّا فالسّواحل إنّها ... أرض تذوب بها الَّلقاح وتهزل

  أرض المذلَّة حيث عقّت أمّكم ... وأبوكم أو حيث مزّع⁣(⁣٣) بحدل

  وقال عمير بن الحباب:

  /

  وردن على الغوير غوير كلب ... كأنّ عيونها قلب انتزاح

  أقرّ العين مصرع عبد ودّ ... وما لاقت سراة بني الجلاح

  وقائمة تنادي يا لكلب ... وكلب بئس فتيان الصبّاح

  وقال عمير أيضا:


(١) ج: «وصرمنا».

(٢) كلب الزمان أو الدهر عليهم: أصابهم بالشدائد.

(٣) مزع: تقطع وتفرق.