ذكر نسب القطامي وأخباره
  وكلب تركنا جمعهم بين هارب ... حذار المنايا أو قتيل مجدّل
  وأفلتنا لمّا التقينا بعاقد ... على سابح عند الجراء ابن بحدل
  وأقسم لو لاقيته لعلوته ... بأبيض قطَّاع الضّريبة مقصل(١)
  / وقال عمير أيضا:
  وكلبا تركناهم فلو لا أذلَّة ... أدرنا عليهم مثل راغية البكر
  وقال جهم القشيريّ:
  يا كلب مهلا عن بني عامر ... فليس فيها الجدّ بالعاثر
  ولَّى حميد وهو في كربة ... على طويل متنه ضامر
  بالأمّ يفديها وقد شمّرت ... كالَّلبوة الممطولة الكاسر
  هلَّا صبرتم للقنا ساعة ... ولم تكن بالماجد الصابر؟
  وقال عمير:
  وأفلتنا ركضا حميد بن بحدل ... على سابح غوج اللَّبان مثابر
  إذا انتقصت من شأوه الخيل خلفه ... ترامى به فوق الرّماح الشّواجر
  لدن غدوة حتى نزلنا عشيّة ... يمرّ كمرّيخ الغلام المخاطر
  وقال عمير:
  يا كلب لم تترك لكم أرماحنا ... بلوى السّماوة فالغوير مرادا
  يا كلب أحرمنا(٢) السماوة فانظري ... غير السّماوة في البلاد بلادا
  ولقد صككنا بالفوارس جمعكم ... وعديدكم يا كلب حتى بادا
  ولقد سبقت بوقعة تركتكم ... يا كلب بالحرب العوان بعادا(٣)
  / وقال(٤) زفر بن الحارث:
(١) الضريبة: كل ما ضربته بسيفك، وربما سمي السيف نفسه ضريبة.
(٢) س: أحرمت.
(٣) س:
«ولقد سقيت ... .... نفادا «
(٤) في ف زيادة وهي: «ثم كان من الحروب بين قيس وتغلب والمغاورات ما تقدم ذكره في هذا الكتاب ما يستغنى عن إعادته، فأخذ زفر بن الحارث القطامي بنواحي الجزيرة، وأحاطت به قيس وأرادوا قتله، فحال زفر بينه وبينهم، وحماه، ومنعه، وحمله وكساه، وأعطاه مائة ناقة، وخلى سبيله، فقال القطامي يمدحه في القصيدة التي أولها:
قفي قبل التفرق يا ضباعا
يقول فيها:
ومن يكن استلام إلى ثوى ... فقد أحسنت يا زفر المتاعا
هذا وستأتي هذه القصيدة وتخريجها فيما بعد.