ذكر نسب القطامي وأخباره
  جرى اللَّه خيرا كلَّما ذرّ(١) شارق ... سعيدا ولاقته التحيّة والرّحب
  وحلحلة(٢) المغوار للَّه جدّه ... فلو لم ينله القتل بادت إذن كلب
  بني عبد ودّ لا نطالب ثأرنا ... من الناس بالسّلطان إن شبّت الحرب
  ولكنّ بيض الهند تسعر نارنا ... إذا ما خبت نار الأعادى فما تخبو
  أبادتكم فرسان قيس فما لكم ... عديد إذا عدّ الحصى لا ولا عقب
  بأيديهم بيض رقاق كأنّها ... إذا ما انتضوها في أكفّهم الشّهب
  فسبّوهم إن أنتم لم تطالبوا ... بثأركم قد ينفع الطالب السّبّ
  / وما امتنع الأقوام عنّا بنأيهم ... سواء علينا النأي في الحرب والقرب
  وقال عمير:
  شفيت الغليل من قضاعة عنوة ... فظلّ لها يوم أغرّ محجّل
  جزيناهم بالمرج يوما مشهّرا ... فلاقوا صباحا ذا وبال وفتّلوا
  فلم يبق إلا هارب من سيوفنا ... وإلَّا قتيل في مكرّ(٣) مجدّل(٤)
  / وقال ابن الصّفّار المحاربيّ(٥):
  عظمت مصيبة تغلب ابنة وائل ... حتى رأت كلب مصيبتها سوى(٦)
  شمتوا وكان اللَّه قد أخزاهم ... وتريد كلب أن يكون لها أسا(٧)
  وبكم بدأنا يال كلب قتلهم ... ولعلَّنا يوما نعود لكم عسى
  أخنت على كلب صدور رماحنا ... ما بين أقبلة الغوير إلى سوا(٨)
  وعركن بهراء بن عمرو عركة ... شفت الغليل ومسّهم منّا أذى
  وقال الرّاعي:
  متى نفترش يوما عليما بغارة ... يكونوا كعوص أو أذلّ وأضرعا(٩)
(١) ذرت الشمس تذر ذرورا: طلعت وظهرت.
(٢) حلحله: حركه وأزاله عن موضعه.
(٣) المكر (بالفتح): موضع الحرب.
(٤) مجدل: صريع ملقى على الجدالة، أي الأرض.
(٥) ج: المحارب.
(٦) سوى (بضم السين وكسرها)، أي نصفة وعدل.
(٧) أسا بالضم: جمع أسوة.
(٨) أقبلة جمع قبالة، وهي ما استقبلك من طريق أو غيره. والغوير: ماء لكلب كما سبق وسوا: ماء لبهراء من ناحية السماوة.
(٩) «اللسان» (عوص):
متى يفترش يوما غليم ... .... تكونوا
وعليم: أبو بطن، وقيل: هو عليم بن جناب الكلبي. وعوص: اسم قبيلة من كلب. ومعنى نفترش: نصيبهم ونستبيحهم.