كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 212 - الجزء 24

  وحيّ الجلاح قد تركنا بدارهم ... سواعد ملقاة وهاما مصرّعا

  ونحن جدعنا أنف كلب ولم ندع ... لبهراء في ذكر من النّاس مسمعا

  قتلنا لو أنّ القتل يشفي صدورنا ... بتدمر ألفا من قضاعة أقرعا⁣(⁣١)

  / وقال زفر بن الحارث - وذكر أبو عبيدة أنها لعقيل بن علَّفة⁣(⁣٢):

  أقرّ العيون أنّ رهط ابن بحدل ... أذيقوا هوانا بالذي كان قدّما

  صبحناهم البيض الرّقاق ظباتها ... بجانب خبث والوشيج المقوّما

  وجرداء ملَّتها الغزاة فكلَّها ... ترى قلقا تحت الرّحالة أهضما

  بكلّ فتى لم تأبر النّخل أمّه ... ولم يدع يوما للغرائر معكما

  وهذه الحروب التي جرت: ببنات قين⁣(⁣٣). فلما ألحّ عمير بالغارات على كلب رحلت حتى نزلت غوريّ⁣(⁣٤) الشام، فلما صارت كلب بالموضع⁣(⁣٥) الذي صارت قيس، انصرفت قيس في بعض ما كانت تنصرف من غزو كلب، وهم مع عمير، فنزلوا بثني من أثناء الفرات بين منازل بني تغلب، وفي بني تغلب امرأة من تميم يقال لها: أم دويل ناكحة⁣(⁣٦) في بني مالك بن جشم بن بكر، وكان دويل من فرسان بني تغلب، وكانت لها أعنز بمجنبة⁣(⁣٧)، فأخذوا من أعنزها⁣(⁣٨)، أخذها غلام من بني الحريش، فشكوا ذلك إلى عمير فلم يشكهم، وقال: معرّة الجند. فلمّا رأى أصحابه أنه لم يقدعهم وثبوا على بقيّة أعنزها فأخذوها وأكلوها، فلمّا أتاها دويل أخبرته بما لقيت، فجمع / جمعا ثم سار فأغار على بني الحريش، فلقي جماعة منهم فقاتلوه، فخرج رجل من بني الحريش - زعمت تغلب أنّه مات بعد ذلك - وأخذ ذودا⁣(⁣٩) لامرأة من بني الحريش يقال لها: أمّ الهيثم، فبلغ الأخطل الوقعة، فلم يدر ما هي، وقال وهو براذان⁣(⁣١٠):


(١) ألف أقرع أي تامة. جاء في «اللسان» (قرع): يقال: سقت إليك ألفا أقرع من الخيل. غيرها أي تاما؛ وهو نعت لكل ألف، كما أن هنيدة اسم لك مائة.

قال الشاعر:

قتلنا لو أن القتل يشفي صدورنا ... بتدمر ألفا من قضاعة أقرعا

هذا، ولم ترد هذه الأبيات في «ديوان الراعي»، وفيه أبيات من الوزن والقافية (ص ٩٧ - ١٠٢).

(٢) سبق في «الأغاني ١٢ - ٢٦٧» أبيات لعقيل بن علفة تتفق مع هذه الأبيات في الوزن والقافية.

(٣) بنات قين: اسم موضع كانت به وقعة في زمان عبد الملك بن مروان.

قال عويف القوافي:

صبحناهم غداة بنات قين ... ململمة لها لجب طحونا

«وانظر اللسان» (قين).

(٤) الغوري: ما انخفض من الأرض.

(٥) من أول قوله: بالموضع إلى كلب: ساقط من نسخة ج. سياق الكلام فيما: فلما صارت كلب وهم مع عمير.

(٦) ج: «ناكحا».

(٧) ج: «بمحنية».

(٨) ج: فأخذوا أعنزا لها فلما رأى أصحابه، وسقط ما بينهما.

(٩) الذود: القطيع من الإبل، ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر أو الخمس عشرة.

(١٠) راذان (بالراء والذال): منطقة بسواد بغداد تشتمل على قرى كثيرة.