كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 228 - الجزء 24

  ألا ليتني أرشو سلاحي وبغلتي ... فيخبر قومي اليوم ما أنا قائل⁣(⁣١)

  / فإنّا ثوينا في شعوب وإنّهم ... غزتهم جنود جمّة وقبائل⁣(⁣٢)

  وإنّ جنود العجم بيني وبينكم ... فيا فلجي يا قوم إن لم تقاتلوا⁣(⁣٣)

  قال: فلمّا وضح لكسرى واستبان أنّ مال النّعمان وحلقته وولده عند ابن مسعود بعث إليه كسرى رجلا يخبره أنّه قال له: إن النعمان إنما كان عاملي، وقد استودعك⁣(⁣٤) ماله وأهله⁣(⁣٥) والحلقة⁣(⁣٦)، فابعث بها إليّ⁣(⁣٧) ولا تكلَّفني أن أبعث إليك ولا إلى⁣(⁣٨) قومك بالجنود، تقتل المقاتلة وتسبي الذّرّيّة. فبعث إليه هانئ⁣(⁣٩):

  إنّ الذي بلغك باطل، وما عندي قليل ولا كثير⁣(⁣١٠)، وإن يكن الأمر كما قيل فإنما أنا أحد رجلين، إما رجل استودع أمانة، فهو حقيق أن يردّها على من استودعه / أيّاها⁣(⁣١١)، ولن⁣(⁣١٢) يسلَّم الحرّ أمانته. أو رجل مكذوب عليه، فليس ينبغي للملك أن يأخذه⁣(⁣١٣) بقول عدوّ أو حاسد.

  قال: وكانت الأعاجم قوما لهم حلم⁣(⁣١٤)، قد سمعوا ببعض علم العرب⁣(⁣١٥)، وعرفوا⁣(⁣١٦) أنّ هذا الأمر كائن فيهم⁣(⁣١٧).

  فلما ورد عليه كتاب هانئ بهذا⁣(⁣١٨) حملته الشّفقة أن يكون ذلك قد اقترب، فأقبل حتى قطع الفرات، فنزل غمر بني مقاتل⁣(⁣١٩). وقد أحنقه ما صنعت بكر بن وائل في السّواد ومنع هانئ إيّاه ما منعه.

  قال: ودعا كسرى إياس بن قبيصة الطائيّ، وكان عامله على عين التّمر وما والاها إلى الحيرة⁣(⁣٢٠)، وكان


(١) خد، ف: «ما أنا فاعل».

(٢) خد: نوينا بدل: ثوينا.

(٣) خد: «فإن جنود». خد؛ ف:

«ألا تقاتلوا»

والفلج: داء الفالج، وهو شلل يصيب أحد شقي الإنسان طولا.

(٤) ف: «استودعتك».

(٥) خد: «أهله وولده».

(٦) خد: «والحقة».

(٧) ف: «فابعث بها ولا تكلفني». «المختار»: «فابعث إلي بها».

(٨) ف: «وإلى قومك».

(٩) «هانئ»: لم يذكر في خد.

(١٠) «المختار»: «لا قليل ولا كثير». خد والتجريد: «كثير ولا قليل».

(١١) ج، س: «أودعه إياها». خد و «التجريد»: «وإلى من استودعه إياها». المختار: «على من استودعها».

(١٢) ف: «ولم».

(١٣) ج، س: «فليس ينبغي أن نأخذه».

(١٤) ج، «المختار»: «لهم قوة وحلم».

(١٥) ف: سمعوا بعض .» والمختار «:» وكانوا قد سمعوا بعض حكم العرب.

(١٦) ج: «وعلموا».

(١٧) خد، ف: «قد سمعوا بعض علم العرب أن هذا الأمر واصل إليهم».

(١٨) «بهذا»: من خد و «المختار».

(١٩) ج: عمر بن مقاتل.

(٢٠) «إلى الحيرة»: لم تذكر في ف. وعين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة.