كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 230 - الجزء 24

  باذام⁣(⁣١) عامله باليمن، وقال: إذا فرغتم من عدوّكم فسيروا بها إلى اليمن، وأمر عمرو بن عديّ أن يسير بها، وكانت العرب تخفرهم وتجيرهم⁣(⁣٢) حتى تبلغ الَّلطيمة اليمن⁣(⁣٣). وعهد كسرى إليهم إذا شارفوا بلاد بكر بن وائل ودنوا منها⁣(⁣٤) أن يبعثوا إليهم النّعمان بن زرعة، فإن أتوكم⁣(⁣٥) / بالحلقة ومائة غلام منهم يكونون رهنا⁣(⁣٦) بما أحدث⁣(⁣٧) سفهاؤهم، فاقبلوا منهم، وإلَّا فقاتلوهم⁣(⁣٨). وكان كسرى قد أوقع قبل ذلك ببني تميم، يوم الصّفقة⁣(⁣٩) فالعرب وجلة خائفة منه⁣(⁣١٠). / وكانت حرقة بنت حسّان بن النّعمان بن المنذر يومئذ في بني سنان، هكذا في هذه الرّواية.

  وقال ابن الكلبيّ: حرقة بنت النّعمان⁣(⁣١١)، وهي هند، والحرقة لقب، وهذا هو الصحيح. فقالت تنذرهم:

  ألا أبلغ بني بكر رسولا ... فقد جدّ النّفير بعنقفير⁣(⁣١٢)

  فليت الجيش كلَّهم فداكم ... ونفسي والسّرير وذا السّرير⁣(⁣١٣)

  كأنّي حين جدّ بهم إليكم ... معلَّقة الذّوائب بالعبور⁣(⁣١٤)

  فلو أنّي أطقت لذاك دفعا ... إذن لدفعته بدمي وزيري⁣(⁣١٥)

  فلمّا بلغ بكر بن وائل الخبر سار هانئ بن مسعود حتى انتهى إلى⁣(⁣١٦) ذي قار، فنزل به، وأقبل النعمان بن زرعة، وكانت أمّه قلطف بنت النّعمان بن معد يكرب التّغلبيّ، وأمّها الشّقيقة بنت الحارث الوصّاف العجليّ⁣(⁣١٧)،


(١) س: بادام. «التجريد»: باذان والصواب من «معجم البلدان» (صفقة) وج وف والمختار. وراجع «الأغاني: ١٧: ٣١٨ من طبعة دار الكتب». وفي «الاشتقاق» ٢٢٦: باذام وفي الهامش عن «الصحاح» - بالنون.

(٢) «التجريد»: وكانت العرب تخفر اللطيمة وتجيزها.

(٣) «المختار»: إلى اليمن.

(٤) «ودنوا منها»: لم تذكر في خد ولا في ف.

(٥) ف، ج خد. «التجريد»: فإن اتقوكم. وله وجه، ولكن الأرجح أتوكم بدليل ما سيأتي بعد في كلام النعمان بن زرعة فادفعوها وادفعوا رهنا. وفي س و «المختار» وبيروت «: أتوكم.

(٦) «التجريد»: رهناء.

(٧) «التجريد»، خد: بما أخذت.

(٨) خد: ف، وإلا قاتلوهم. «التجريد»: ولا تقاتلوهم.

(٩) راجع «يوم الصفة» في «الأغاني: ١٧: ٣١٨ من طبعة دار الكتب» وما بعدها.

(١٠) ج: منهم.

(١١) «اللسان» (حرق): وحريق بن النعمان بن المنذر، وحرقة بنته قال:

نقسم باللَّه نسلم الحلقة ... ولا حريقا وأخته الحرقة

(١٢) العنقفير: الداهية من دواهي الزمان.

(١٣) عبرت بالسرير هنا عن الملك والنعمة.

(١٤) العبور أو الشعري العبور: كوكب نير يكون في الجوزاء، سميت عبورا لأنها عبرت المجرة.

الذوائب: جمع ذؤابة وهي شعر مقدم الرأس.

(١٥) الزير: الوتر الدقيق، وتعني هنا أوتار القلب أو العروق بعامة. وفي خد، ف: ويرى والرير: المخ الفاسد أو السائل.

(١٦) «المختار»: «حتى نزل بذي قار».

(١٧) الحارث بن مالك هو الوصاف العجلي (الاشتقاق ٣٤٥) وفي س، ج، وبيروت: الحارث بن الوصاف. وما أثبتناه من خد، ف و «الاشتقاق». وفي خد؛ الشفيقة.