كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 231 - الجزء 24

  حتى نزل على ابن أخته⁣(⁣١) / مرّة بن عمرو⁣(⁣٢) بن عبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه⁣(⁣٣) بن قيس⁣(⁣٤) بن سعد بن عجل، فحمد اللَّه النّعمان وأثنى عليه ثم قال: إنّكم أخوالي وأحد طرفيّ، وإنّ الرائد لا يكذب أهله، وقد أتاكم ما لا قبل لكم به من أحرار فارس، وفرسان العرب، والكتيبتان: الشّهباء⁣(⁣٥) والدّوسر، وإن في هذا الشّرّ⁣(⁣٦) خيارا. ولأن يفتدى بعضكم بعضا خير من أن تصطلموا⁣(⁣٧)، فانظروا هذه الحلقة فادفعوها وادفعوا رهنا من أبنائكم إليه بما أحدث⁣(⁣٨) سفهاؤكم. فقال له القوم: ننظر في أمرنا. وبعثوا إلى من يليهم من بكر بن وائل، وبرزوا ببطحاء ذي قار بين الجلهتين.

  قال الأثرم: جلهة الوادي: ما استقبلك منه واتّسع لك⁣(⁣٩). وقال ابن الأعرابيّ: جلهة الوادي: مقدّمه، مثل جلهة الرأس إذا ذهب شعره، يقال: رأس أجله.

  أبيات للعباس بن مرداس

  قال: وكان مرداس بن أبي عامر السّلميّ مجاورا فيهم يومئذ، فلمّا رأى الجيوش قد أقبلت إليهم حمل عياله فخرج عنهم، وأنشأ يقول يحرّضهم بقوله:

  أبلغ سراة بني بكر مغلغلة ... إنّي أخاف عليهم سربة الدّار⁣(⁣١٠)

  / إنّي أرى الملك الهامرز منصلتا ... يزجي جيادا وركبا غير أبرار⁣(⁣١١)

  لا تلقط البعر الحوليّ نسوتهم ... للجائزين على أعطان ذي قار⁣(⁣١٢)

  فإن أبيتم فإنّي رافع ظعني ... ومنشب في جبال اللَّوب أظفاري⁣(⁣١٣)


(١) خد: «ابن أخيه».

(٢) «المختار»: مرة بن عبد اللَّه.

(٣) «المختار»: معاوية بن عبد بن سعيد. ف: معاوية بن سعد: خد: معاوية بن سعيد.

(٤) «بن قيس»: من خد، ف، «المختار». ولم ترد في س ولا ج.

(٥) ج: والشهباء.

(٦) ج، س: وإن في الشر.

(٧) اصطلم القوم بالبناء للمجهول: استؤصلوا.

(٨) خد: من أبنائكم بما أخذت.

(٩) خد، ف: واتسع منه.

(١٠) المغلغلة: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد، أو الرسالة مطلقا. ف: أخاف عليكم ج، س: سرية الواري، والسرية على هذا تكون الاستخفاء فالواري أي السارب المتواري «اللسان» أو تكون السربة جماعة الخيل المغيرة. والواري: الملتهب. وعلى الرواية الواردة في النسخ الأخرى تكون السربة كما جاء في «اللسان» أيضا: بعيد المذهب في الأرض، واستشهد ببيت الشنفري:

خرجنا من الوادي الذي بين مشعل ... وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي

أي: ما أبعد الموضع الذي ابتدأت منه مسيرها. وتكون السربة بمعنى السرعة في قضاء الأمر، يقال: إنه لقريب السربة أي قريب المذهب، أي أنه يخاف عليهم الهجوم القريب المتوقع.

(١١) س: غير أعرار. والأعرار: جمع عر وهو الغلام. وفي ج: غير أعيار، والأعيار: جمع عير بالفتح، ومن معانيه: الحمار الوحشي.

والمنصلت: المسرع من كل شيء.

(١٢) ج: لا يلقك بدل لا تلقط. خد: لاقطهم، بدل نسوتهم.

(١٣) الظعن: الظاعنون أي المرتحلون. والظعن جمع ظعينة أي الجمل الذي يركب في الرحلة لنجعة أو تحول، كما تسمى المرأة في هودج على جمل ظعينة ومنشب من أنشب أظفاره أي غرسها وأعلقها