كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 232 - الجزء 24

  وجاعل بيننا وردا غواربه ... ترمى إذا ما ربا الوادي بتيّار

  ربا: ارتفع وطال⁣(⁣١)، وقوله: وردا غواربه: أراد البحر.

  قال علي بن الحسين الأصفهانيّ⁣(⁣٢):

  هذه الحكاية عندي في أمر مرداس⁣(⁣٣) بن أبي عامر⁣(⁣٤) خطأ⁣(⁣٥)، لأن وقعة⁣(⁣٦) ذي قار كانت بعد هجرة النبيّ - وآله - وكانت بين بدر وأحد / ومرداس بن أبي عامر، وحرب بن أميّة أبو أبي سفيان ماتا في وقت واحد⁣(⁣٧)، كانا مرّا بالقريّة⁣(⁣٨)، وهي غيضة ملتفّة الشّجر، فأحرقا شجرها ليتّخذاها مزرعة، فكانت تخرج من الغيضة حيّات بيض فتطير حتى تغيب، ومات حرب ومرداس بعقب ذلك، فتحدّث قومهما أنّ الجنّ قتلتهما لإحراقهما / منازلهم من الغيضة، وذلك قبل مبعث النبيّ بحين. ثم كانت بين أبي سفيان وبين العبّاس بن مرداس منازعة في هذه القرية، ولهما في ذلك خبر ليس هذا موضعه. وأظنّ أنّ هذه الأبيات للعبّاس بن مرداس بن أبي عامر⁣(⁣٨).

  رجع الحديث إلى سياقته في حديث ذي قار.

  قال:

  وجعلت بكر بن وائل حين بعثوا إلى من حولهم⁣(⁣٩) من قبائل بكر لا ترفع لهم جماعة إلَّا قالوا: سيدنا في هذه. فرفعت لهم جماعة، فقالوا⁣(⁣١٠): سيّدنا في هذه، فلمّا دنوا إذا هم بعبد⁣(⁣١١) عمرو بن بشر بن مرثد⁣(⁣١٢)، فقالوا:

  لا، ثم رفعت لهم أخرى، فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا هو جبلة بن باعث بن صريم اليشكريّ، فقالوا: لا، / فرفعت⁣(⁣١٣) أخرى، فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا هو الحارث بن وعلة بن مجالد الذّهليّ⁣(⁣١٤) فقالوا: لا، ثم رفعت لهم أخرى، فقالوا: في هذه سيّدنا، فإذا فيها الحارث بن ربيعة بن عثمان التيميّ، من تيم اللَّه، فقالوا: لا ثم رفعت


وجبال اللوب: موضع. واللوب جمع لابة ولوبة، وهي الحمرة.

(١) «ربا: ارتفع وطال»: لم تذكر في ف.

(٢) خد، ف: قال أبو الفرج الأصبهاني ¦.

(٣) س: مرادس.

(٤) ف: ابن عامر.

(٥) ج: هذه الحكاية في أمر ... عندي خطأ.

(٦) النص في خد: لأنه مات هو وحرب بن أمية قبل ذلك بزمان، في مكان يعرف بالقرية. ومثله في ف فيما عدا قوله: «قبل ذلك بزمان»: وقد أشار أبو الفرج إلى هذا الخبر من «الجزء الخامس: ٣٨».

(٧) في «الأعلام» أن مرداس بن أبي عامر توفي حوالي سنة ١٨ هجرية. وأن حرب بن أمية توفي سنة ٣٦ قبل الهجرة.

(٨ - ٨) ما بين الرقمين ساقط من نسختي خد، ف.

والقرية (بصيغة التصغير) كانت لبنى سدوس من بني ذهل. «معجم البكري ١٠٧٠».

(٩) ف: حوله.

(١٠) عبارة «المختار»: لا ترفع لهم جماعة إلا قالوا: سيدنا في هذه الجماعة إلى أن رفعت لهم جماعة فيها حنظلة بن ثعلبة ولم يرد في «المختار» تكرار رفع الجماعات والأشخاص الذين ظهروا لبكر بن وائل.

(١١) خد: إذا هم لعبد بن عمرو.

(١٢) مرثد (بفتح الميم والثاء) من أشراف بن شيبان بن ثعلبة «الاشتقاق ٣٥١».

(١٣) ف: ثم رفعت.

(١٤) من بني ذهل بن ثعلبة «الاشتقاق ٣٥٠» وفي ج، وخد: المجالد.