أخبار المتنخل ونسبه
  / - خال: من الخيلاء. ويروى: خذل(١) -.
  السالك الثّغرة اليقظان كالئها ... مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل(٢)
  والتارك القرن مصفرّا أنامله ... كأنّه من عقار قهوة ثمل(٣)
  مجدّلا يتسقّى جلده دمه ... كما يقطَّر جذع الدّومة القطل(٤)
  ليس بعلّ كبير لا شباب به ... لكن أثيلة صافي الوجه مقتبل(٥)
  يجيب بعد الكرى لبّيك داعيه ... مجذامة لهواه قلقل عجل(٦)
  حلو ومرّ كعطف القدح مرّته ... في كلّ آن أتاه الليل ينتعل(٧)
  فاذهب فأيّ فتى في النّاس أحرزه ... من حتفه ظلم دعج ولا جبل(٨)
  / فلو قتلت ورجلي غير كارهة ال ... إدلاج فيها قبيض الشّدّ والنسل(٩)
  إذن لأعملت نفسي في غزاتهم ... أو لابتعثت به نوحا له زجل(١٠)
  أقول لمّا أتاني الناعيان به: ... لا يبعد الرمح ذو النّصلين والرجل(١١)
  رمح لنا كان لم يفلل ننوء به ... توفى به الحرب والعزّاء والجلل(١٢)
(١) لم يرد هذا السطر في نسخة ف لأن الرواية فيها: لانكس ... وفي خد: ويروى لا خال - وهو من الخيلاء - ولا خذل ولم ترد هذه الرواية الأخيرة في «شرح الديوان».
(٢) الثغرة والثغر. موضع المخافة. والهلوك: التي تتهالك أي تتمايل، وهي الغنجة المتكسرة. الخيعل: ثوب أو درع يخاط أحد شقيه ويترك الضلع الآخر. والفضل: التي ليس في درعها إزار.
وفي نسخة خد بعد هذا البيت شرح لمشي الهلوك، نصه: «الهلوك: المتغنجة المتكسرة، أي سلكها وهو مطمئن لا يهاب شيئا» وفي س: العرة.
(٣) في «شرح أشعار الهذليين»: يقول: نزف دمه حتى ذهب دمه، وأصفرت أنامله وعاد كأنه سكران. والعقار: الخمر.
(٤) في «شرح أشعار الهذليين»: النخلة ويروى: الدومة كما هنا، والدومة: نخلة المقل. والقطل: المقطوع.
(٥) خد: بعد هذا البيت شرح نصه: «العل: الكبير السن الصغير الجسم».
(٦) في «شرح أشعار الهذليين» ١٢٨٣: وقل (بفتح فكسر) ويروى: وقل (بضمتين) وعجل (بفتح فكسر) وعجل (بضمتين).
(٧) في «شرح أشعار الهذليين»: «بكل إني حذاه الليل». وفي خد تعليق بعد البيت نصه: في «الديوان»: دعاه الليل، وروى: «إني حذاه الليل» وقوله: كعطف القدح: أي يطوى كما يطوى القدح. ومرته: فتلته. وينتعل: يسري في كل ساعة من الليل من هدايته. وإني:
واحد الآناء وهي الساعات.
(٨) من «شرح أشعار الهذليين»، وفي النسخ: «ولا حيل» ويؤيد رواية «الديوان» البيت الثاني: ولا السما كان.
(٩) عدو قبيض: شديد. النسل: من نسلان الذئب، وهو ضرب من المشي نحو الهدج، يقول: لو قتلت ورجل صحيحة فيها ما أنقبض به في حاجتي لفعلت «شرح أشعار الهذليين».
(١٠) في «شرح أشعار الهذليين» وخد: «أعلمت». وفي «بيروت» وج وس وف: «أعلمت».
(١١) ج، س: «الناعيات له»، وما أثبتناه من «شرح الديوان» وبقية النسخ.
(١٢) في خد، ف: «رمح كان لم يفلل إذ تنوء به».
وعلق في خد: في أصل «الديوان»:
رمح لنا كان لم يفلل تنوء به
وهذا التعليق صحيح. فتلك هي رواية «الديوان» «شرح أشعار الهذليين» ١٢٨٥ وفي ج، س: «يوفى به الحرب والضراء».
توفى: تعلى. العزاء: الشدة: والجلل جمع جلى، وهي العظيم من الأمر.